للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

خلقًا رضي منها آخر» (١) وليتأنَّ في ذلك كثيرًا فلَئِن رأى بعض ما يكره فهو لا يدري أين أسباب الخير وموارد الصلاح.

يقول- عَزَّ من قائل-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: ١٩]

وكيف تكون الراحة؟ وأين السَّكَن والمودة؟ إذا كان رَبُّ البيت ثقيل الطبع، سيئ العشرة ضيّق الأفق، يغلبه حمق، ويعميه تعجُّل، بطيء في الرضى، سريع في الغضب، إذا دخل فكثير المنّ،


(١) رواه مسلم في "صحيحه " (١٤٦٩) .
(فائدة) : قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله- ما حاصله: في هذا إيماء إلى التقويم برفق بحيث لا يبالغ فيه فيكسر ولا يتركه فيستمر على عوجه، وضابط هذا: أن لا يتركها على الاعوجاج إذا تعدَّت ما طبعت عليه من النقص إلى تعاطي المعصية بمباشرتها، أو ترك واجب، ويتركها على اعوجاجها في الأمور المباحة. انظر: "فتح. الباري " ٩/ ٢٥٤.

<<  <   >  >>