للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعانه وأمسكهما عن التحرك كل سن مكانه.

ويا طول ما أكثر الشعراء في من التشبيه، وأرادوا بذلك التعظيم لقدري المشبه والتنويه.

فقال الشاعر

جوهري الأوصاف يقصر عنه ... كل وصف وكل ذهن دقيق

شارب من زبرجد وثنايا ... لؤلؤ فوقها فم من عقيق

وقال آخر

انظر إلى الخرز الذي ... يحكي لنا لهب الحريق

كمدية من سندس ... فيها نصاب من عقيق

وقال آخر

انظر إلى البشر إذا تبدى ... لونه قد حكى الشقيقا

كأنما خوصه عليه ... زبرجد مثمر عقيقا

وقال آخر

وقد بسط الربيع لنا بساطاً ... بديع الروض من نقش أنيق

يلوح به من الخطمي ورد ... كأقداح خرطن من العقيق

وقال آخر

وورد جنى أحمر اللون ناعم ... بكف غزال ساحر الطرف أغيد

توهمته في كفه إذ بدا به ... صواني عقيق قمعت بزبرجد

[وقال الفيروزج]

الحمد لله الذي فضلني بلونين، وكساني حلتين، وجعلني أدخل في الكيمياء وفي أدوية العينين، وللطف ذاتي تطورت، فإن صفى الجو صفى لوني، وإن تكدر تكدرت، وخصني بجبل نيسابور فلا أوجد في غيره، ومن شربني مسحوقاً ظفر من يقع بخيره، أنفعه من القدوح العارضة في الجوف، ومن لسعة العقرب الخوف، وبي شبهت الشعراء ما استحسنوه وأسروه وأعلنوه.

فقال الشاعر

قل لمن لام شامة بمليح ... فوق فيه دع الملامة فيه

<<  <   >  >>