للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال بعض الفلاسفة: أمهات لذَّاتِ الدنيا أربع. لذة الطعام، ولذة الشراب، ولذة النكاح، ولذة السماع فاللذات الثلاث الأول لا يوصل إلى واحدة منها إلا بحركة وتعب ومشقة، ولها مضار إذا استكثر منها. ولذة السماع صافية من التعب خالصة من الضرر.

وكان بعض المتكلمين يقول: قد اختلف الناس في السماع فأباحه قوم، وحظره آخرون. وأنا أخالف الفريقين. فأقول بوجوبه لكثرة منافعه ومرافقه، وحاجة النفوس إليه، وحسن أثر استمتاعه به.

وقال بعض الخلفاء: إني لأجد للسماع أريحية، لو سئلت عندها الخلافة لأعطيتها، وسمع معاوية عند عبد الله بن جعفر الغناء، فحرك رأسه ورجليه، وصفق بيديه ثم ثاب إليه رأيه فقال كالمعتذر من فعله: إن الكريم طروب ولا خير فيمن لا يطرب.

وقال يحيى بن خالد: خير الغناء ما أشجاك وأبكاك وأطربك وألهاك.

ومن المطربات

<<  <   >  >>