للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن منعت عني الرزق وصبرت طمعا في رضاك فكيف بالحيتان ... حكاية: قال بعض العارفين رأيت كأن القيامة قد قامت والناس يذهبون إلى الجنة زمرا زمرا فنظرت إلى طائفة من أحسن الناس وجها فذهبت لأكون معهم فحالت الملائكة بيني وبينهم فقلت لهم ولم قالوا هؤلاء السابقون لا يكون معهم إلا من كان له قميص واحدا وأنت لك ومن كل شيء اثنان فاستيقظ مرعوبا فصار لا يملك إلا واحداً من كل صنف ... فائدة: قال سهل بن سعد قال النبي ما لبس أحد ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ... موعظتان: الأولى: نقل أبو الليث السمرقندي رضي الله عنه أن ملكين التقيا في السماء الرابعة فقال أحدهما للآخر إلى أين تريد قال أمرت بشيء عجيب قال ما هو قال في البلد الفلاني رجل يهودي قد دنت وفاته وقد اشتهى سمكة ولم توجد في بحرهم فأمرني ربي أن أسوق إليه الحيتان ليصطاد له سمكة وذلك لأنه لم يعمل حسنة إلا كافأه الله بها في الدنيا وقد بقيت له حسنة واحدة فأراد أن يبلغه شهوته ليخرج من الدنيا وما له عند الله حسنة وقال الملك الآخر وأنا بعثني ربي بأمر عجيب في البلد الفلاني رجل صالح ما عمل سيئة إلا كافأه الله عليها وقد دنت وفاته وقد اشتهى زيتا وقد بقي عليه ذنب واحد فأمرني ربي أن أريق الزيت ليحزن على ذلك فيكفر الله عنه ذنبه فيلقاه ولا ذنب عليه قال محمد بن كعب في قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره هو للكافرين ثواب خيره في الدنيا ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وهو المؤمن يرى جزاء سيئته في الدنيا دون الآخرة وقال الجنيد دخلت على السري السقطي فرأيته يبكي فسألته فقال جاءتني بنتي البارحة وقالت هذه الليلة حارة أفأغلق الكوز حتى يبرد فقلت نعم فرأيت في منامي حوراء لم أر أحسن منها فقلت لمن أنت فقالت لمن لا يشرب المبرد فأخذت الكوز وضربت به على الأرض ... موعظة: قال عيسى عليه السلام مثل الدنيا كمثل رجل يسير في مفازة فإذا أسد هائج فنظر وراءه فإذا الأسد يريده ونظر أمامه فإذا المفازة ليست ملجأ فلما أدركه الأسد رأى بئرا فطرح نفسه فيه فتعلق بشجرة فوقف الأسد فوق الجب فنظر إلى أسفل الجب فرأى ثعبانا فيقول في نفسه الأسد فوقي الثعبان تحتي حتى أنظر إلى الشجرة هل لها أصل أتمسك به فإذا أصلها معلق بغصنين وإذا بفأرة سوداء وفأرة بيضاء يقطعان في العرقين فلا يزال متفكرا فيما هو فيه إذا نظر إلى غصن من أغصان الشجرة عليه ثمرة فيتناول منها فلا يشعر شيء حتى تقطع الفأرتان عرق الشجرة فيهلك فهذا مثل لطالب الدنيا أما الأسد فملك الموت وأما الشجرة فأجله وأما الفأرتان فالليل والنهار يقطعان أجله وأما الجب فهو القبر وأما الثعبان فالنار وأما الثمرة فحطام الدنيا وكان عيسى عليه السلام يلبس الشعر ويتوسد الحجر ويأكل الشعير ويقول سراجي القمر وطعامي نبات الأرض ودابتي رجلاي فهل اغتنى مثلي وأمه مريم رضي الله عنها وكانت كذلك زاهدة عابدة وأخوها من أبيها هارون وكذلك أيضا سموه باسم هارون أخي موسى وكان بينهما ألف سنة ... حكاية: قال في الإحياء أن عيسى عليه السلام اشتد عليه الرعد والبرق والمطر يوما فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه فرأى خيمة فأتاه فوجد

فيها إمرأة فتركها

<<  <  ج: ص:  >  >>