للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم بدر فلما كان يوم بدر لم يحضر ابن مسعود إلا بعد فراغ القتال فقال يا رسول الله فاتني فضل الجهاد فقال التمس من به حياة فاقتله فلك أجر شهيد فالتمس فوجد أبا جهل فقال أخبر صاحبك محمدا أنه أبغض الخلق إلي في الحياة وفي الممات فقطع رأسه ابن مسعود وأراد حمله فلم يستطع فشق أذنه وجره بخيط إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل يضحك فقال جبريل يا رسول الله أذن بأذن والرأس زيادة فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قاله أبو جهل فقال النبي فرعوني أشد من فرعون موسى لأنه قال عند موته آمنت بما آمنت به بنو إسرائيل وهذا ازداد عتوا عند موته وإنما لم يقدر ابن مسعود على حمل رأسه لأنه كلب والكلب يقاد ولا يحمل فإن قيل كيف أكد الله طغيان أبي جهل لعنه الله بقوله إن الإنسان ليطغى أي يتجاوز الحد ويتكبر على ربه وكان إذا زاد ماله زاد في ثيابه وطعامه وما أكد طغيان فرعون بل قال تعالى أنه طغى فالجواب أن فرعون كان يؤذي موسى عليه السلام فقط وأبا جهل لعنه الله كان يؤذي محمدا بلسانه وغيره وجواب آخر أن فرعون صار منه إلى موسى بعض إحسان حيث رباه صغيرا وأبا جهل لعنه الله من صغره إلى كبره في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم وجواب آخر أن الحبيب كالعين الكليم كاليد والعاقل يخاف على عينيه أكثر من اليد بل يدفع عن عينيه بيده لهذا كانت المبالغة هذا في طغيان أبي جهل أكثر من طغيان فرعون قاله النيسابوري في تفسيره ... عجيبة ولا عجب من أمر الله تعالى ورأيت في كتاب شرف المصطفى أن تبعا الأول خرج من بلاده لينظر في الدنيا بعسكر كثير ومعه جماعة من الحكماء فلما قدم مكة أعرض عنه أهلها فغضب عليهم وعزم على هدم الكعبة وقتل الرجال وأخذ الأموال والنساء فخرج من أذنيه وأنفه ماء له ريح كريهة فسأل الحكماء عن ذلك فقالوا نحن نعالج أمراض الدنيا لا أمراض السماء فلما كان الليل قال أحد الحكماء للوزير إن أخبرني الملك بما نواه عادته فأخبره بذلك فقال ارجع عن هذه النية ففعل فانقطع الماء فآمن بالله في الحال وستر الكعبة وهو أول من كساها ثم خرج نحو ييثب فنزل على عينها فاجتمع رأي الحكماء على الإقامة بها فبلغ الملك ذلك فسألهم عن هذه البرية فقالوا سيكون في البقعة خير كثير يسكنها نبي آخر الزمان واسمه محمد مولده بمكة وهجرته إلى هنا فبنى لها أربعمائة دار وكتب كتابا يا محمد آمنت بالله وبربك وأنا على دينك فإن أدركتك فذلك الذي أريد وإلا فاشفع لي يوم القيامة فإني من أمتك الأولين ودفع الكتاب إلى الحكيم الذي سأله عن نيته ورجع إلى الهند فلم يزل الكتاب محفوظا عند الحكيم وأولاده وأولاد أولاده متهم أبو أيوب الأنصاري فلما هاجر النبي صلى الله

عليه وسلم ونزل في دار أبي أيوب دفع الكتاب إليه فقال النبي مرحبا بالأخ الصالح ثم نظروا في تاريخ الكتاب وقدوم النبي فوجدوه ألف عام والله أعلم ... فائدتان.. الأولى: رفع الله عيسى عليه السلام إلى السماء ليلة القدر من بيت المقدس وكساه الريشة وألبسه النور وقطع عنه لذة المطعم والمشرب فصار أنسيا ملكيا سماويا أرضيا فهو يطير مع الملائكة حول العرش.. الثانية: يكره أن يقال للمدينة يثرب الآن لقوله صلى الله عليه وسلم من قال للمدينة يثرب

<<  <  ج: ص:  >  >>