للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى صلب إبراهيم عليه السلام فأخرجه الله من أفضل المعادن وأكرم المغارس شجرة مشرقة الضياء أصلها في الأرض نابت وفرعها في السماء ثابت أصلها أصيل وفرعها طويل وغارسها الرب الجليل وساقيها إبراهيم الخليل وخادمها الأمين جبريل وملقح ثمرها إسماعيل ثم قصد تحول النعمة شجرة المحبة فاستخرج منها حبة فأول ما غمستها في بحر الرحمة خرجت بمنشور وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ثم غسلها في بحر الرضى فخرجت بخلعة ولسوف يعطيك ربك فترضى ثم غمسها في بحر الكرامة فخرجت بمنشور من يطع الرسول قد أطاع الله ثم غمسها في بحر القربة فخرجت بمنشور فكان قاب قوسين أو أدنى ثم اختار لتلك الحبة أرضا مقدسة لا مدنسة فأنبتت شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية أي لا يهودية ولا نصرانية فهي شجرة النور أصلها نور وفرعها نور على نور فكان صلب الخليل ناديها وظهر إسماعيل شاطئ واليها سقى الخليل عودها وأخضر باسماعيل عمودها وتم بمحمد سؤودها فلما قوى أصلها وشب فرعها وثبت تشعبت شعوبا وتضربت ضروبا فالحق زهرتها والصدق ثمارها واليقين أغصانها والهدى قنواتها معلقة بالعرش من تمسك بها سلم ومن تأخر عنها ندم ثم انتقل صلب إلى صلب عبد المطلب فرأى في منامه كأن سلسلة خرجت من ظهره حتى لحقت بعنان السماء ثم رجعت فصارت شجرة خضراء ورأى شيخا قد تعلق بها فقال عبد المطلب من أنت قال نوح فأراد عبد المطلب أن يتعلق بها أو بغصن منها فقيل له ليس لك فيها نصيب فلما تزوج ولد له عبد العزى وهو أب لهب ثم أبو طالب لاسمه عبد مناف ثم العباس ثم عبد الله ثم حمزة فهو عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة أرضعتهما ثوبية مولاة أبي لهب فعلمت أحبار الشام بعبد الله لأن في كتبتم إذا قطرت حبة يحيى عليه السلام فقد ولد والد النبي صلى الله عليه وسلم فلما كبر عبد الله قصدوا قتله فأرسل الله تعالى ملائكة فقتلهم عن آخرهم وكان وهب والد آمنة ينظر على رأس جبل إلى هذه الكرامة لعبد الله فأخبر زوجته برة بنت عبد العزى أم آمنة بذلك وقال هل لك أن تزوجي عبد الله بآمنة قالت نعم فتوجه وهب وبرة إلى عبد المطلب واسمه شيبة الحمد فخطبا منه عبد الله لآمنة لما رأى وهب من كرامة والد النبي صلى الله عليه وسلم فزوجه بها في رجب ليلة الجمعة فانتقل النور إليها لكن قال الشيخ العارف ولي الله تقي الدين الحصيني كانت آمنة في حجر عمها وهيب فمشى إليه عبد المطلب بإبنه عبد الله فزوجه بها ثم خطب عبد المطلب في المجلس هالة بنت وهيب فزوجه بها فتزوج عبد المطلب وابنه عبد الله في ليلة واحدة قال في كتاب شرف المصطفى هالة هي أم حمزة رضي الله عنه قال ابن عباس رضي الله عنهما لم يبق تلك الليلة دابة لقريش إلا نطقت وقالت حمل بمحمد ورب الكعبة فهو أمان الدنيا وسراج أهلها وصاح إبليس لعنه على جبل أبي قبيس فاجتمعت عليه الشياطين فقالوا ما الذي أصابك قال قد

استقر محمد في بطن آمنة يبعثه الله بالسيف القاطع فيغير الأديان ويكسر الصلبان وقال في روضة الأفكار عن سهل رضي الله عنه لما أراد الله تعالى خلق محمد صلى الله عليه وسلم في بطن أمه أمر رضوان بواب الجنة أن يفتح تلك أبواب الفردوس وأمر مناديا ينادي في السموات والأرضين ألا وإن النور المكنون

<<  <  ج: ص:  >  >>