للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طيب الله ذاته الشريفة كذلك طيب أسماءه الحسنى في كتاب البركة كان يقول إذا أدخل عليه المصباح اللهم أتمم لنا نورنا إلى يوم القيامة وقال ابن العماد السراج خمسة سراج في القلب وهو المعرفة وسراج في الدنيا وهو النار وسراج في السماء وهو الشمس وسراج في الجنة وهو عمر رضي الله عنه كما سيأتي في مناقبه وسراج الدين وهو محمد صلى الله عليه وسلم إنما قال سراجا منيرا ولم يقل سراجا مضيئا لأن الضياء تذهبه الظلمة والنور يذهبهما وإن قلنا بالجواب الأول وهو أن الشمس سراج ومحمد سراج فيكون وجه التشبيه أنه بوجود الشمس يحرم الطعام على الصائم وبغروبها يحل له ذلك وبوجود حب النبي صلى الله عليه وسلم تحرم النار على المؤمن وبفقد حبه تحل له النار قيل إنما كان المعراج بالليل لأنه أفضل من النهار لتقدمه في الخلق عليه قال ابن عباس وغيره لقوله تعالى وآية لهم الليل نسلخ منه النهار وقال مجاهد وعكرمة خلق النهار أولا لأنه ضياء والنور مقدم على الظلمة وتقدم في باب الجمعة عن قتادة وخلافه وقيل إنما كان المعراج ليلا ليرد على تشويه قولهم النهار خالق الخير والليل خالق الشر فجعل الله كرامة الأحباب ليلا ليعلم أن الخير والشر بقدرة الله تعالى وقوله تعالى من المسجد الحرام قال أنس هو الكعبة وقيل من بيت فاخته المشهورة بأم هانئ بنت أبي طالب وقوله تعالى إلى المسجد الأقصى يعني بيت المقدس وسمي أقصى لبعده عن مكة وسمي مقدما لأنه مطهر من الأدناس والأصنام ويتطهر فيه من الذنوب وفي صحيح البخاري أي مسجد وضع أولا قال صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام قال أبو ذر رضي الله عنه ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم بينهما قال أربعون سنة فإن قيل الكعبة أول بيت وضع للناس والأقصى بناه داود عليه السلام وبينهما أكثر من أربعين سنة قيل لعله بني ثم خرب ثم جدد عمارته داود عليه السلام وبينه وبين إبراهيم أحد عشر جدا وسبب بنائه لبيت المقدس أن الله تعالى أوحى إلى داود إني واعدت إبراهيم لما أمرته بذبح ولده فصبر أن أكثر ذريته حتى تكون كعدد نجوم السماء وقد أقسمت أن أبتليهم ببلية يقل فيها عددهم وهي إما القحط ثلاث سنين أو أسلط عليهم عدوهم ثلاثة أشهر أو الموت ثلاثة أيام فأخبرهم داود عليه السلام بذلك فقالوا أما القحط والعدو فلا طاقة لنا به وأما الموت فلابد منه فأمرهم أن يتجهزوا للموت فاغتسلوا وتكفنوا فمات منهم في يوم واحد ألوف كثيرة فلما كان في اليوم الثاني تضرع داود عليه السلام وقال يا إلهي الخل الحامض لي وبنو إسرائيل يضرسون يعني الذئب منى والعقاب عليهم وذنبه صلى الله عليه وسلم أنه عجب بكثرة قومه حتى كان يحرسه كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألفا فرفع الله عنهم الطاعون فقال لهم داود قد رحمكم ربكم فابنوا مسجدا فكان ينقل الحجارة على ظهره فأوحى الله إليه أن هذا البيت المقدس ويكون تمام عمارته على يد ولدك سليمان فلما مات داود أخذ سليمان في بنائه فكانت الجن ينحتون الحجارة والجواهر فكره ما يسمعه من صوت النحت فقال انحتوا ولا صوت لها إن استطعتم فقالوا أن عفريتا له حيلة في نحتها بلا صوت فطلبه فلما جاء قال يا نبي الله إن ضحكت في طريقي من أشياء رأيت رجلا على نهر

<<  <  ج: ص:  >  >>