للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال له إنك ميت ثم مر بعد أيام على ذلك الرجل وهو يرعى إبله فوجد البعير قد هزل واعتزل وحده وترك الأكل والشرب فسأل الراعي عن ذلك فقال يا روح الله لا أعلم إلا أن رجلاً مر به وكلمه في أذنه فأصابه ما ترى فكان عيسى إذا ذكر الموت قطر جلده دماً وكان سفيان النووي إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياماً وإذا سئل عن شيء قال لا أدري قال النووي وسفيان الثوري من تابع وقال ابن المبارك كتبت عن ألف شيخ ومائة شيخ ما رأيت فيهم أفضل من سفيان الثوري في العلم والورع وضيق العيش ... فائدتان: الأولى: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للموقف ألف هول أدناها الموت وإن للموت تسعة وتسعين جذبة لألف ضربة بالسيف أهون من جذبة منها فمن أراد أن يؤمنه الله تعالى من تلك الأهوال فعليه بعشر كلمات خلف كل صلاة وهي اللهم أني أعددت لكل هول لا إله إلا الله ولكل هم وغم ما شاء الله ولكل نعمة الحمد لله ولكل رخاء وشدة الشكر لله ولكل أعجوبة سبحان الله ولكل ذنب أستغفر الله ولكل مصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون ولكل ضيق حسبي الله ولكل قضاء وقدر توكلت على الله ولكل طاعة ومعصية لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. الثانية: قال في الحقائق أعلم أن السماع ثلاثة أقسام: قسم يجذب الجسد وهو سماع الشيطان وقسم كالمزمار ورجح الثوري تحريمه من القصب وجوزه غيره وقال في نزهة النفوس والأفكار أن من منافع القصب أن عتيقه إذا أحرق واكتحل به

صاحب البياض الذي في العين قلعه أو اكتحل بالندى الذي على ورقه الأخضر فكذلك إذا أحرق أصله وخلط ممثله من الحناء وخضب به الشعر قواه وأعان على إنباته وإذا دق ورقه الأخضر ورضع على الحمرة والأورام الحارة نفعها بإذن الله تعالى وأما الدف فهو مباح ومثله طبل الصمادية ويكره في المسجد ويحرمان عند قراءة القرآن ويحرم ضرب الكف على الكف متواليا للرجال وأما سماع الصوفية فلا إنكار فيه إذا صحت النية وسلمت العين من الخيانة فإن قيل يتواجد المتواجد عند سماع الشعر دون سماع القرآن حتى انفتح لبعض المتفقهة باب الإنكار بذا فالجواب أن القرآن كلام ثقيل لا يليق مع وجوده إلا السكون والإنصات ولأنه يتكرر في الأسماع ولأن الشعر كلام البشر فبينهما مناسبة وأما كلام الله فلا مناسبة بينه وبين البشر قال البغوي في قوله تعالى إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً قال الحسن ابن الفضل قولاً خفيفاً على اللسان ثقيلاً في الميزان وقسم يجذب الروح وهو سماع الخطاب من الغيب وذلك أن عزرائيل عليه السلام ينزل على المؤمن فيجذب الروح من الجسد فلو جذبها بألف سلسلة ما خرجت فيقول الله دعها فإنها لا تخرج إلا بسماع فيناديها يا أيتها النفس المطمئنة فتخرج طائرة من حلاوة الخطاب فلا تزال طائرة إلى يوم القيامة فقال لها ارجعي إلى ربك أي جسدك فتفرج بالجسد ويفرح الجسد بها فقول أنا ما قر لي قرار ويقول الحسد أنا أكلني الدود والتراب فيناديها مناد ليس بعد هذا الاجتماع فراق ويأتي إليه ملك فيقول أبشر كلما اندرست عظامك محيت آثامك ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم الموت كفارة لكل مسلم ... حكاية: ذكر النسفي في زهرة الرياض إذا دنت منية العبد نزل عليه أربعة من الملائكة

<<  <  ج: ص:  >  >>