للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ى أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ثم قال أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً أي حجارة وقال تعالى في سورة الأنعام قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم فقدم في تبارك الذي أخره في الأنعام، جوابه: لما تقدم هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً ناسب أن يثني بالوعيد بالخسف للأرض ولما قدم في الأنعام وهو القاهر فوق عباده ناسب تقديم ما هو جهة الفوق للمشاكلة والجواب: عن قوله تعالى وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم من وجوه: الأول: إن كل ما في السموات والأرض ملك له قال تعالى. قل لمن في السموات والأرض قل لله وكلمة ما تدخل على من يعقل وغيره كقوله تعالى والماء وما بناها والأرض وما طحاها أي بسطها فلو كان الله تعالى في السموات لكل مالكاً لنفسه وهذا محال، الثاني: أن قوله في السموات إما أن يكون في سماء واحدة فلا يجوز أن يقال ذلك لأنه من خلاف ظاهر الآية وإما أن يكون في الجميع فإن كان كذلك كان الحاصل منه في إحدى السموات غير الحاصل في البواقي وهذا يلزم منه التركيب والتأليف وهذا محال وإن كان هو فيلزم منه حصول المتحيز في مكانين وهذا محال، الثالث: لو فرضنا أنه في السموات فهل يقدر على خلق عالم فوقها أم لا فإن فعل ذلك كان تحت العالم وهذا لا يقوله أحد وأن كان لا يقدر اقتفى التعجيز وهو محال فثبت أنه لا

يمكن إجراء الآية على ظاهرها فوجب تأويلها وهو من وجوه، الأول: أنه في تدبير السموات كما يقال في كنا أي في تدبيره الثاني: أن قوله وهو الله كلام تام ثم ابتدأ فقال في السموات والأرض يعلم سركم وجهركم أي يعلم سر الملائكة وجهرهم وكذا يعلم حال من في الأرض، الثالث: الآية فيها تقديم وتأخير تقديره وهو لله يعلم في السموات في الأرض سركم وجهركم والجواب: عن الحديث الصحيح ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا الخ قال القرطبي رحمه الله تعالى هذا الحديث يفسره الحديث الصحيح الذي رواه النسائي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر منادياً يقول هل من داع فيستجاب له هل من مستغفر فيغفر له هل من سائل فيعطى سؤله وإنما أضاف المناداة إليه في الحديث الأول على جهة الاهتمام والتعظيم كما يقال نادى السلطان بكذا وإنما نادى بأمره وقد روى الترمذي وأبو داود في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لهبطتم على الله في حديث آخر أن ملكين التقيا بين السماء والأرض فقال أحدهما للآخر من أين قال من الأرض السابعة من عند ربي ثم قال الآخر لصاحبه وأنا من السماء السابعة من عند ربي وسئل إمام الحرمين رضي الله عنه هل الحق سبحانه وتعالى في جهة فقال لا قال من أين أخذت هذا قال من قوله صلى الله عليه وسلم لا تفضلوني على يونس بن متى فإنه لما قال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وخاطب الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سموات فسمع خطاب محمد كما سمع خطاب يونس على حد سواء فلو كان الحق في جبهة لسمع أحد الخطابين أبلغ من الآخر ... فائدة: قال أبو عبد الله المغربي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>