للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من يعرف فن الحديث. وكانت الرباب بنت امرئ القيس تحت الحسين سبط النبي (صلى الله عليه وسلمفلما استشهد خطبها الأشراف من قريش، فأبت، وقالت: والله لا يكونن لي حمو آخر بعد رسول الله صلى عليه وآله وسلم. وعاشت بعد الحسين رضي الله تعالى عنه سنة لم يظلها سقف شغلي أن ماتت حزنا وكمدا رحمها الله تعالى.

ومن أمثلتها في الشعر قول الأعشى:

لم تمش ميلا ولم تركب على جمل ... ولم تر الشمس إلا دونها الكلل

وقول آزاد:

بي ظبية دهشت من ظلها أبدا ... كأنها اجتمعت بالليث في الأجم

وأما الطالحة، فهي التي تكون عارية عن حلية الصلاح، وهي على قسمين: بيتية وسوقية. فالبيتية: هي التي تكون مشغولة بغير زوجها، ولم يكن الفسق لها حرفة. والسوقية: هي التي يكون الفسق لها حرفة، ويكون مدار معاشرتها على كسب المال، كالرقاصات والبساطات. ثم البيتية على ثلاثة أقسام: إحداهن: المختفية، هي التي لا يعلم فسقها أحد، كقول آزاد:

سحقا لفاجرة تلوح عفيفة ... وهي التي تضحي وقود جهنم

فسق خفي في عفاف ظاهر ... يحكي نحاسا كامنا في الدرهم

وثانيتهن: المتسترة، وهي التي تخفي فسقها، لكنه ظهر قليلا

<<  <   >  >>