للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسبب حرب داحس - وهي من أعظم حروب الجاهلية، تفانت فيها رؤساء عبس وذبيان - أن قيس بن زهير سيد عبس، وحذيفة بن بدر الفزاري سيد ذبيان تخاطرا على سباق، فأجرى قيس داحساً والغبراء، وأجرى حذيفة قزرلا والخطار والخيفاء؛ فجلس أهل حذيفة على الطريق _ وكان المضمار أربعين ليلة، والغاية مائة غلوة - فجاءت الغبراء سابقة فلطموها وردوها، فقال قيس: سبقت! فدفعوه عن ذلك وتشاجروا، فقال قيس: أعطونا بعيراً واحداً ننحره لأهل الماء؛ فقال جذيفة: ما كنا لنقر لك بالسبق! فرحل عنهم، وكان ذلك سبب الحرب.

وقتل قيس حذيفة وأخاه حملا، وقال:

شفيت النفس من حمل بن بدر ... وسيفي من حذيفة قد شفاني

فان أك قد بردت بهم غليلي ... فلم أقطع بهم إلا بناني

ولم يرث أحد من قتله إلا قيس.

وقال في حمل بن بدر:

تعلم أن خير الناس ميت ... على جفر الهباءة ما يريم

<<  <   >  >>