للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغنى، والصبر تحت القدرة، ينصرون [بلا حرب] ، ويقدرون بلا استطالة. فكتبت إليه: إن الملوك تفعل ذلك حتى تستميل هذا العالم، فإذا قدروا عزوا. وكتبت إليه: إن تختبرهم بأشياء تفرق بين أهل الملك وأهل النبوة. فكتب لها: إنه تحقق أنهم أهل نبوة، وأمرها بالسلم وألا تغالبه، فإن أمر الله لا يغالب.

ولما أراد سليمان النزول وكان لا ينزل إلا على ماء، والهدهد دليله يبصر الماء تحت الأرض وكثافة التراب بينه وبينه لما أعطاه الله من قوة بصره في ذلك، تفقده فقال: "مالي لا أرى الهدهد" (الآية) إلى أن تاه الهدهد، وأخبره أنه لقي هدهداً آخر من أرض بلقيس، وكان ما قصه الله تعالى في القرآن من كلام الهدهد وكلام بلقيس وكلام سليمان. وكان في الهدية التي بعثت بها بلقيس إلى سليمان خيل بحرية من نسل الخيل التي جلبها إلى اليمن ذو القرنين، وحق فيه ياقوت من الذي جلبه من وادي الياقوت؛ وأوصت الرسل أن يختبروا سليمان بأن يسألوا عن نسب الخيل وعما في الحق، فأخبرهم عليه السلام بحقيقة ذلك. وكان من سليمان ما ذكره الله تعالى في كتابه عن قصة عرش بلقيس، وكان من ذهب عامته مرصع بأنواع الدر والياقوت، طوله عشرون ذراعاً في عرض عشر أذرع،

<<  <   >  >>