للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصغد بنهاوند والدينور في جوار الكرد، فساروا خلف النهر.

ولما أراد أن يوفي نذره قال له أشراف حمير: أيها الملك أي شرف في أن تبني قبر أبيك برؤوس الأعاجم وقد بلغت إربك؟ فأعاده إلى بنائه الأول، ولم يوف بذلك النذر بعد القدرة عليه.

وسار إلى الهند، وكان ملكهم حينئذ تحته السند والحبشة والنوبة والقبط وجميع بني حام، واسمه تقمير، فلاقاه تبع، فهزمه تبع. فاحتال ملك الهند بأن ضرب نفسه، وأظهر أنه هارب من قومه لما أشار عليهم بمهادنة تبع، وخدع شمراً حتى وجه معه عسكراً تغلغل به في المهالك والعطش. وكان عند شمر علم من الزجر عن بلقيس، فرأى أن عساكره عطاش، فوجه إليهم عبيده بالمياه، فلحقوهم ولم يمت إلا اليسير، ورجعوا إليه بملك الهند. فقال له شمر: لم غدرت؟ قال: بل وفيت لقومي وغدرت بعدوهم، فإن قتلت قتلت جانحاً، وإن تركت تركت ناصحاً. فأحسن له وولاه على قومه، فقال: إن عندي نصيحة في مقابلة ما فعلت؛ فقال: قل تسمع؛ فال: إن أرض الهند وبيئة فلا تقابلها بالمهج، فمن تاجر بروحه لم يربح. وأوصاه تبع بأهل الهند وقال: بلغهم مراتبهم؛ فإن كل أمة إن لم تبلغ مراتبها نغلت صدورها، وهانت عليها أعمارها. ثم أحضر أولاده لتبع ودله على مكان ابنه جلهم، فملكه على الصين والهند، وهو

<<  <   >  >>