للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما نعي في أرض لبنان أوشكت ... جنادله من حسرة تتألم

كريم له من آل رسلان محتد ... ومن نفسه مجد سني معظم

ومن ذكره ما يعجز الدهر سلبه ... ومن شكره في كل ذي منطق فم

أيا من قضى في غربة الدار نازحاً ... فكل فؤاد نازح متصرم

رويدك ما للصبر بعدك من يد ... إذا ما اقتضى المصاب العرمرم

ترحلت في شرخ الشباب مغادراً ... من الحزن ما يوهي الشباب ويهرم

ومثلك من حق التأسف بعده ... وغيرك مخلوف ومثلك يعدم

تنوح القوافي بعد يومك حسرة ... فنوشك نخشى نثرها حين تنظم

وتندبك الأقلام من حيث رددت ... حنيناً وأجرت عبرة حين ترقم

وبين المذاكي والسيوف مناحة ... وبين الحجى والعلم والمجد مأتم

ألا يا بني رسلان صبراً لفقده ... فذلك مما يقتضيه التكرم

إذا ما دفعنا للبلية مرة ... ولم ننتفع بالحزن فالصبر أحزم

جرى قدر المولى بما شاء واستوى ... لديه جزوع في الأسى ومسلم

وليس لنا من مطمع فات نيله ... إذا كان ما نبغيه ما ليس يغنم

وما كان لابد منه مؤخراً ... يهون لديه الرزء وهو مقدم

وما الفرق في الحالين إلا هنيهة ... تمر سريعاً والقضا متحتم

ولولده الشيخ خليل يرثي المعلم بطرس البستاني

أجرى اليراع عليك دمع مداده ... فكسا به القرطاس ثوب حداده

وبه نخط لك الرثاء من الأسى ... فهم المقيم على عهود وداده

<<  <   >  >>