للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن العيون التي بانت لطائفها ... لها خفاء معان ليس ندريها

طلاسم سحرها المرموز طالعة ... أشكاله في سطور حار قاريها

لواحظ لحن في زي الحداد لكي ... يبرزن حزناً على قتلى رواميها

ألناهبات البواكي المبكيات فقد ... كفت عقول البرايا عن معانيها

لولا سواد لها ما ابيض فودي عن ... شيبي ولا احمر دمعي من تهاديها

عزيزة الحسن من أحكام دولته ... أن يجني الذل دهراً من يواليها

كل الجراحات مشفيها الدوار سوى ... جراحها أين حلت فهي مشفيها

إلى العيون التي في طرفها حور ... عهد الرعاية رقاً من محبيها

ويلاه من زيغها داء نطيب به ... فلا شفينا بعتق من دياجيها

روحي وعيني فدى عين مطهرة ... ومهجة للتي بالنفس أفديها

فهي الجميلة لكن بين عاشقها ... والصبر جور قبيح من تجافيها

ضاع الزمان وطال الوجد وا أسفي ... ولم يقصر سباقي في تصابيها

أشابني عتبها قرباً فأزهدها ... وعيرتني بشيء جاء من فيها

للشيب أنفع طب في الفتى نبأ ... بما يوافي وترهيباً وتنبيها

رأس يصفده نامي الصبا عبثاً ... بأدهم الشعرة النداب ناميها

عيش قصير طويل الرعب أعدله ... ما يقصر النفس قرباً نحو باريها

برق المنى خلب إلا أقل حبى ... تقر عين به رصداً يسليها

والناس من يشتهي ما المطل حاصله ... ومن تفيه عدات نام داعيها

أعوذ بالله من علم بلا عمل ... ومن تدارك نفس كل راعيها

<<  <   >  >>