للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكلام على هذه المسالة في مقدمة الكتاب وتوفي رحمه الله تعالى سنة خمس وثمانين وخمسمائة.

وكتب السلطان صلاح الدين بخطه إلى القاضي الفاضل يقول فيه. إن القاضي قال: إن قضاء الأعمى جائز. فتجتمع بالشيخ أبي الطاهر بن عوف الإسكندري وتسأله عما ورد من الأحاديث في قضاء الأعمى. ومن تصانيفه: صفوة المذهب في نهاية المطلب. سبع مجلدات: والانتصار، في أربع مجلدات: والمرشد، في مجلدين: والذريعة في معرفة الشريعة: والتيسير في الخلاف، أربع مجلدات: ومآخذ النظر. ومختصر في الفرائض: والإرشاد في نصرة المذهب، ولم يتم: والتنبيه في معرفة الأحكام: وفوائد المهذب، في مجلدين، وغير ذلك.

وكتب القاضي الفاضل رحمه الله جواباً لمن كتب إليه بموت القاضي: وصل كتاب حضرة القاضي مع الله شملها، وسر بها أهلها، ويسر إلى الخيرات سبلها، وجعل في ابتغاء رضوانه قولها وفعلها، وفيه زيادة وهي نقص الإسلام. وثلم في البرية تتجاوز رتبة الإنثلام إلى الإنهدام. وذلك ما قضاه الله تعالى، من وفاة الإمام شرف الدين بن أبي عصرون، رحمة الله عليه، وما حصل بموته من نقص الأرض من أطرافها، ومن مساءة أهل الملة ومسرة أهل خلافها، فلقد كان علماً للعلم منصوباً، وبقيةً من بقايا السلف الصالح محسوباً، وقد علم الله اغتمامي، لفقد حضرته، واستيحاشي لخلو الدنيا من بركته، واهتمامي بما عدمت من النصيب الموفور من أدعيه. ومن شعر القاضي ابن أبي عصرون:

أؤمل أن أحيي وفي كل ساعة ... تمر بي الموتى تهز نعوشها

وهل أنا غلا مثلهم غير أن لي ... بقايا ليال في الزمان أعيشها

ومنه:

أؤمل وصلا من حبيب وإنني ... على ثقة عما قليل أفارقه

تجارى بنا خيل الحمام كأنما ... يسابقني نحو الردى واسابقه

فيالبتنا متنا معاً ثم لم يذق ... مرارة فقدي لا ولا أنا ذائقه

ومنه:

يا سائلي كيف حالي بعد فرقته ... حاشاك مما بقلبي من تنائيكا

<<  <   >  >>