للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بألف دينار، وقال: أريد أن تخرج ما ذكرت من القوة إلى الفعل. فقال: إن ذكل يحتاج إلى مؤن وآلات، وعقاقير صحيحة، وإحكام صنعة. فقال: الملك كلما تريده أحضره إليك، وأمدك به. فلما كع عن مباشرة ذلك وعمله، قال له الملك: ما اعتقدت أن حكيماً يرضى بتخليد الكذب في كتب ينسبها إلى الحكمة، يشغل بها قلوب الناس ويتعبهم فيما لا فائدة فيه والألف دينار لك صلة، ولا بد من عقوبتك على تخليد الكذب في الكتب. ثم أمر أن يضرب بالكتاب الذي وضعه على رأسه، إلى أن يتقطع. فكان ذلك الضرب سبب نزول الماء في عينيه. وتوفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. قال ابن أبي أصيبعه في تاريخ الأطباء: قال عبد الله بن جبريل إن الرازي عمر إلى أن عاصر الوزير بن العميد. وهو الذي كان سبب إظهار كتاب الحاوي بعد وفاته بأن بذل لأخته مالاً حتى أظهرت المسودات له. فجمع تلاميذه الأطباء بالري حتى رتبوا الكتاب. فخرج الكتاب على ما هو عليه من الاضطراب انتهى. وكنت أنا قد وقفت على بيتين من شعره، وهما:

لعمري ما أدري وقد آذن البلى ... بعاجل ترحالي إلى أين ترحالي

وأين محل الروح بعد خروجه ... من الهيكل المنحل والجسد البالي

وكان وقوفي عليهما بدمشق في سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، فقلت راداً عليه في وزنه ورويه.

إلى جنة المأوى إذا كنت خيراً ... تخلد فيها ناعم الجسم والبال

وإن كنت شريراً ولم تلق رحمةً ... من الله فالنيران أنت لها صال

محمد بن سالم: بن نصر الله بن سالم بن واصل. القاضي جمال الدين. قاضي

<<  <   >  >>