للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقدمة الأولى

فيما يتعلق به من اللغة والاشتقاق

قد تتبعت أفراد وضع اللغة العربية، فرأيت العين المهملة والميم، كيفما وقعتا في الغالب وبعدهما حرف من حروف المعجم، لا يدّل المجموع إلا على ما فيه معنى الستر أو ذهاب الصواب على الرأي.

فمن ذلك: عمج عمج يعمج بالكسر، قلب معج. إذا أسرع في السير واعوجّ. وسهم عموج، إذا كان يتلوّى في ذهابه. وتعمّجت الحيّة، إذا تلوّت في سيرها، كأنها لا ترى الطريق الأقوم: قال الشاعر يصف زمام الناقة.

تلاعب مثنى حضرميّ كأنّه ... تعمّج شيطان بذي خروع قفر

والعومج الحيّة: وكذلك العمّج بالتشديد: قال الشاعر.

يتبعن مثل العمّج المنشوش ... أهوج يمشي مشية المالوش

وقال قطرب: هو العمج، على وزن السبب.

فأنت ترى مفهوم هذه الأوضاع كيف يدل على معنى الستر وذهاب الصواب.

ومن ذلك عمرّد العمرّد بتشديد الراء الفرس الطويل: قال الشاعر.

يصرّف سيداً في العنان عمرّدا

وكذلك طريق عمرّد: قال الشاعر.

خطّارة بالسّبسب العمرّد

ولا بدّ للفرس إذا طال، أن يكون فيه بعض التواء، وذهاب على غير استواء. وكذلك الطريق إذا طالت.

<<  <   >  >>