للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: كُلٌّ قَدْ أَحْسَنَ، عُمَرُ حَيْنَ حَرَمَ نَفْسَهُ، وَأَقَارِبَهُ، وَعُثْمَانُ حِينَ وَصَلَ أَقَارِبَهُ

٣٩٧ - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ يَسْتَشْفِعُ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: «حَمَّالُ الْخَطَايَا! لا وَاللَّهِ لا أَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا» .

فَآيَسَهُ مِنْهُ

٣٩٨ - عَنْ أَبِي غَسَّانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَأَكَبَّ النَّاسُ حْوَلَهُ، فَقَالَ: «اجْلِسُوا يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ» ! فَصَاحَ بِهِ طَلْحَةُ: «إِنَّهُمْ لَيْسُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ لَكِنَّهُمْ عِبَادُهُ وَقَدْ قَرَءُوا كِتَابَهُ»

٣٩٩ - عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: شَهِدْتُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَنْشُدُ كِتَابَ اللَّهِ.

فَقَالَ عُثْمَانُ: «اجْلِسْ، أَمَا لِكِتَابِ اللَّهِ نَاشِدٌ غَيْرُكَ» ! فَجَلَسَ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ: «اجْلِسْ» ، فَأَبَى أَنْ يَجْلِسَ، فَبَعَثَ إِلَى الشُّرَطِ لِيُجْلِسُوهُ، فَقَامَ النَّاسُ فَحَالُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ، قَالَ: ثُمَّ تَرَاقَوْا بِالْبَطْحَاءِ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: مَا أَكَادُ أَرَى أَدِيمَ السَّمَاءِ مِنَ الْبَطْحَاءِ.

فَنَزَلَ عُثْمَانُ، فَدَخَلَ دَارَهُ وَلَمْ يُصَلِّ الْجُمُعَةَ

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: " صَلَّيْتُ الْعَصْرَ يَوْمًا، ثُمَّ خَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي أَيَّامِ خِلافَتِهِ فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ وَحَدَهُ، فَأَتَيْتُهُ إِجْلالا وَتَوْقِيرًا لِمَكَانِهِ، فَقَالَ لِي: هَلْ رَأَيْتَ عَلِيًّا؟ قُلْتُ: خَلَّفْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنِ الآنَ فَهُوَ فِي مَنْزِلِهِ، قَالَ: أَمَّا مَنْزِلُهُ فَلَيْسَ فِيهِ، فَابْغِهِ لَنَا فِي الْمَسْجِدِ.

فَتَوَجَّهْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَإِذَا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ يَخْرُجُ مِنْهُ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَقَدْ كُنْتُ أَمْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَذَكَرَ عُثْمَانَ وَتَجَرُّمَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ مِنْ دَوَائِهِ لَقَطْعَ كَلامِهِ، وَتَرْكَ لِقَائِهِ.

فَقُلْتُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، كَيْفَ لَكَ بِهَذَا! فَإِنْ تَرَكْتَهُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْكَ فَمَا أَنْتَ صَانِعٌ؟ قَالَ: أَعْتَلُّ، وَأَعْتَلُّ، فمَنْ يَقْسِرُنِي؟ قَالَ: لا أَحَدَ.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا تَرَاءَيْنَا لَهُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، ظَهَرَ مِنْهُ التَّفَلُّتُ وَالطَّلَبُ لِلانْصِرَافِ مَا اسْتَبَانَ لِعُثْمَانَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ عُثْمَانُ، وَقَالَ: يَا بْنَ عَبَّاسٍ، أَمَا تَرَى ابْنَ خَالِنَا يَكْرَهُ لِقَاءَنَا، فَقُلْتُ لَهُ: وَلِمَ وَحَقُّكَ أَلْزَمُ، وَهُوَ بِالْفَضِلِ أَعْلَمُ؟ فَلَمَّا تَقَارَبَا رَمَاهُ عُثْمَانُ بِالسَّلامِ، فَرَّدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنْ تَدْخُلْ فَإِيَّاكَ أَرَدْنَا، وَإِنْ تَمْضِ فَإِيَّاكَ طَلَبْنَا.

<<  <   >  >>