للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النجوى: الحديث بالسر. المعروف: عمل الخير. ابتغاء مرضاة الله طلباً لرضاه. يشاقق الرسول: يعاديه. نولَّه ما تولى: نجعله واليا لما اختار من الضلال.

لا خير في كثيرٍ من تَناجي اولئك الذين يُسّرون الحديثَ من جماعة طُعْمة، فقد أرادوا مساعدته على اتهام اليهودي بالسرقة. كذلك لا خير في كل من كان على شاكلتهم، من الذين يتناجون بالإثم والعدوان ويدبّرون المكائد للمسلمين.

وانما الخير في التناجي بالبِرّ والتقوى، كأمرٍ بصدقه او عمل معروف، او قيام بإصلام ذات البين. ومثلُ هذا ان يجتمع الرجل بأخيه المسلم فيقول: ان فلاناً بحاجةٍ فهيّا لنساعده، او قم معي الى دار فلان فقد بلغني وبين جاره نزاعاً، وغير ذلك من اعمال الخير. فهذه من الأمور الحسنة المطلوبة شرعا.

وقد ورد في الحديث عن النبي عليه السلام: «أفضَلُ الصدة إصلاحُ ذات البَين» ومن يفعل هذا الخير لوجه الله وطلبِ مرضاته فان الله سيؤتيه الثواب العظيم في الدنيا والآخرة.

قراءات:

قرأ حمزة وابو عرمو «فسوف يؤتيه» بالياء.

{وَمَن يُشَاقِقِ الرسول}

ومن يجعل من الرسول شقاقاً، بارتداده عن الإسلام، واظهار عداوته له ومن بعد ما ظهرت له الهداية، نتركُه وما اختار لنفسه، ونَكِلُه الى ما توكل عليه، ثم نُدخله النار يوم القيامة، وساءت مصيراً.

ذُكر في سبب نزول هذه الآيات ان بشير أبيرق ارتد عن الاسلام والتحق بالمشركين {مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهدى} . وبعضهم يقول إنه منافقا. وبعض الرواياتن تقول ان طعمة هرب والتحق بالمشركين. . والعبرة هنا بعموم النَص، فالحكم ينطبق على كل من يكيدون للاسلام، او يرتدون عنه، او يشاقّون الرسول عليه الصلاة والسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>