للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استجاب: أطاع في ما دُعي إليه، وأجاب الداعي واستجاب له: لبّاه وقام بما دعاه اليها. والاستجابة من الله يعبر بها في الأمورة التي تقع في المستقبل. استجاب الله فلاناً، ومنه، وله- قبل دعاءه وقضى حاجته الموتى: هنا الكفار يبعثهم الله: يحييهم.

بعد أن بيّن الله تعالى أن حكمته اقتضت أن يكون البشر متقاوتفين في الاستعداد مختارين في ترفاتهم اعمالهم، فمنهم من يختارون الهدى ومنهم من يختارون الضلال- بيّن هنا أن الأولين هم الذين ينظرون في الآيات ويفقهون ما يسمعون، وأن الآخرين لا يفقهون ولا يسمعون، فهم والاموات سواء.

{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذين يَسْمَعُونَ} .

إنما يجب دعوةَ الحق مقبلين عليه، أولئك الذين يسمعون كلامَ الله سماع فهمٍ وتدبّر، أما الذين لا تُرجى استجابتهم فإنهم لا يسمعون السماع النافع، ولا نتفعون بدعوتك، لأنهم في حكم الاموات، يُترك أمرهم الى الله، فهو سبعثهم يوم القيامة من القبور، ويرجعهم اليه فيجاسبهم على ما فعلوا.

{وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ} .

ذكر شيئا من تعنتهم وعنادهم الدال على عظيم جحودهم. إذا قالوا: إننا نطلب ان تُنزّل آية معجزة على محمد كدليل مادي من ربه تشهد بصدق دعوته.

{قُلْ إِنَّ الله قَادِرٌ على أَن يُنَزِّلٍ آيَةً ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} .

قل لهم ايها الرسول: إن الله قادر على ان ينزل اي دليل تفترحونه، ولكن أكثرهم لا تعلمون حكمة الله في إنزال الآيات. انها ليست تابعة لأهوائكم، ولو أجاب مقترحاتكم ثم كذبتم بعد ذلك لاهلككم، لكم اكثركم لا يعلمون نتائج أعمالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>