للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظلمات البر والبحر: حسيّة، كظلمة الليل وظلمة السحاب، ومعنوية، كظلمة الجهل بالمسالك، وظلمة الشدائد والاخطار. والعرب تقول لليوم الذي فيه شدة: يوم مظلم، ويوم ذو كواكب. وفي المثَل، رأي نجوم الظهر. التضرع: المبالغة في الدعاء. والخفية: بضم الخاء وكسرها الخفاء والاستتار. الكرب: الغم الشديد.

بعد أن أبان تعالى لعباده إحاطة علمه، وشمول قدرته، وانه القاهرة فوق عباده- ذكّرهم هنا بالدلائل الدالة على كمال قدرته الإلهية. فأمر رسوله ان يَسأل المشركين الغافلين عن انفسهم: من يننجيكم من ظلمات البر إذا ضللتم فيه فتحيّرتم أين تذهبون، ومن ظلمات البحر اذار ركبتموه فأظلم عليكم فلم تهتدوا؟ من يفعل ذلك غير الله الذي تلجأون إليه في خضوع، معلنين الدعاء تارة ومخفين إياه أخرى، مقْسِمين: لئن أنجيتَنا من هذه المخاطر لنكونن من الشاكرين لفضلك بالعبادة لك.

{قُلِ الله يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ} .

ان الله وحده هو الذي ينقذكم من هذه الاهوال، ومن كل شدة اخرى، وعلى ذلك فسرعان ما تَحنِثون بأقسامكم وتشركون مع في العبادة غيره.

قراءات:

قرأ يعقوب «قل من ينجيكم» بدون تشديد، والباقون «ينجيكم» بتشديد الجيم. وقرأ أبو بكر: «وخفية» بكسرا لخاء والباقون بضمها وقرأ أهل الكوفة «انجانا» وأماله حمزة والكسائي وخلق. وقرأ الباقون «لئن أنجيتنا» وقرأ أهل الكوفة: «قل الله ينجيكم» بالتشديد، والباقون بالخفيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>