للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خلت: مضت. متابي: مرجعي. سيرت به الجبال: سارت بسببه. قطعت به الارض: شققت. كلِّم به الموتى: جعلهم يتكلمون. ييأس: يعمل وهو لغة هوزان من العرب. قارعة: مصيبة.

{كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ في أُمَّةٍ. . .} .

كما أرسلنا إلى الأمم من قبِلك وأعطيناهم كتباً تتلى عليهم، ارسلناك يا محمد في أمة لاحقة واعطيناك القرآن معجزة لتقرأه عليهم. {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بالرحمن} فقل لهم ايها النبي الله الذي خلقني هو ربي لا إله بحق غيره، {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} عليه وحده توكلت في جميع أموري، واليه توبتي ومرجعي.

{وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الجبال أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرض أَوْ كُلِّمَ بِهِ الموتى} .

يعني: إنما أرسلناك لتتلوَ عليهم هذا القرآنَ العجيب، الذي لو كانَ من شأن قرآن ان تُسَيَّرَ به الجبالُ، او تقطَّع به الأرض، او يكلَّم به الموتى لكان في هذا القرآن من الخصائص والمؤثّرات ما تَتِمُّ به هذه المعجزات، ولكنَّهم معاندون بل للهِ الأمرُ جميعاً بل مرجعُ الأمورِ كلّها بيدِ الله.

{أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذين آمنوا أَن لَّوْ يَشَآءُ الله لَهَدَى الناس جَمِيعاً} .

أفَلَم يَعلم الذين آمنوا أن الله تعالى لو شاءَ هِدايةَ الناس أجميعين لهداهم.

{وَلاَ يَزَالُ الذين كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حتى يَأْتِيَ وَعْدُ الله إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} .

ان قدرةَ الله ظاهرةٌ بين أيديهم، فلا يزالُ كفَروا تُصيبهم بسبب عنادِه وكفرِهم المصائبُ الشديدةُ التي تُهلكهم، او تنزل قريباً منهم فتردعُهم وتُقلقهم، حتى يأتَي وعدُ الله الذي وعدَهم به، واللهُ تعالى لايخلف موعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>