للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليك أبا العباس من دون من مشى ... علينا امتطينا الحضرمي اللّسنا

قلائص لم تعرف حنيناً على طلا ... ولم تدر ما قرع الفتيق ولا الهنا

وقال أبو الطيب.

لا ناقتي تقبل الرديف ولا ... بالسوط يوم الرهان أجهدها

شراكها كورها ومسرفها ... زمامها والشسوع مقودها

وقال أيضاً.

وجئت من خوص الركاب باسود ... من دارش فغدوت أمشي راكبا

ولما تولى القاضي المذكور قضاء الطائف في سنة أربع وثلاثين أرخ عام ولايته الباشا محمد الشهير بعجم زاده بقوله القاضي محمد وأرخه القاضي تاج الدين بقوله. قاض بالطائف. وكان قد عزل به القاضي احسان بن المدرس ولم يكن محمود السيرة في القضاء فكتب إليه القاضي تاج الدين بقوله

قاض طريقته المثلى قد اشتهرت ... فليس يخفى سناها منه كتمان

يندي سريرته معلوم سيرته ... كالطرس دل على ما فيه عنوان

فحبه لصلاح الخلق أجمعهم ... سجية لم يحزها قط انسان

ما زال يبذل في المعروف قدرته ... حتى تناقلت الأخبار ركبان

فصان عن فعل احسان حكومته ... إذ طالما استعبد الأحرار احسان

[الشيخ تقي الدين بن يحيى السنجاري]

أديب قام به أدبه المكتسب. إذ قعد به موروث الحسب والنسب. فهو ابن نفسه العصامية إذا عدت الآباء والجدود. والمنشد لسان حاله عند افتخار السيد علي المسود شعر

ما بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفسي فخرت لا بجدودي

سمع قول بعض الأدباء. كن ابن من شئت واكتسب أدباً. فأجهد نفسه في تحصيل الأدب واكتسابه. وغنى عن شريف النسب بانتمائه إليه وانتسابه. فتمثل فخراً على كل معرق غبن شعر

إن الفتى من يقول ها أنا ذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي

فخلف من بعده خلف هدموا ما ابتناه. وخضموا ما اقتناه. فعادت إلى غيرها لميس. وأصبحت عراتهم من الفضل بالعار تميس. يدرجون في الاكمام والذيول. وهم من الخسف بمدرجة السيول. يزعمون أن أسلفهم بسنجار. من أتم حر الأصل والنجار. من أنكر قديمهم السيول. يزعمون أن أسلفهم بسنجار. من أتم حر الأصل والنجار. فمن أنكر قديمهم قذفوه. ومن عرف حديثهم قربوه يدلون بالخطابة وهي طرقتهم. ويأنفون من الحطاة وهي حرفتهم. على أن أم جميل تستصرخ أبا لهبها. من شركتهم لها في لقبها. ولو وجدت سبيلاً إلى اقتيادهم. لجعلت حبل جيدها في أجيادهم. وعهدي نتاجهم لا ترضى به ساق أنه خلخالاً. ولو ساق من طرفه سبعين عماً وخالاً. يرنح عطفيه صلفاً وقامته شبراً. ويرى وجهه مرآة الغربة وصبغه حبراً. وبلغني أن ابنه في هذا الأوان. عطس عن أنف طالما جدع على الهوان. فتعاطى الشعر والنظم. ولاك من سفسافه الشعر والعظم. وكرب من المشرف في جهل رأسه. وأحل لمضغ لحوم أهل الشرف أضراسه. ولعب بلسانه كيف شاء. وأشاع السوء من القول والفحشاء ما علم أن الذباب. لا يخبث بونيمه العباب. ولكن لا عجب للاخدل إن جمر. وللكلب إن نبح القمر. ولئن لهج بالبذاء حتى انتن الشعر فيه. وتشابهت أصوات نبحه وقوافيه. فقد جنى من غرسه لنفسه ما حلا معه الآء. ومن تمرد على العافية تمرد عليه البلا. وفيه يقول بعض العصريين مشيراً إلى حرفته. ولم يتجاوز حد معرفته.

لغا بقول الخنا ولا عجب ... أغراه بالسوء قلة الأدب

ما باله قد غدا بالهب ... وكان قدماً حمالة الحطب

وكرر المعنى فقال

لغا بقول الخنا جهراً ولا عجب ... أغراه بالسوء جهلاً قلة الأدب

ما باله ويله أضحى أبا لهب ... من بعد ما كان من حمالة الحطب

وأما صاحب الترجمة فله شعر يشهد بنبله. ويستجاد نظمه من مثله. فمنه قوله ملغزاً في نخلة وكتب به إلى القاضي تاج الدين المالكي

أيها المصقع الذي شرف الده ... ر وأحيا دوارس الآداب

والهمام الذي تسامى فخاراً ... وتناهى في العلم والاحساب

والخطيب الذي إذا قال أما ... بعد أشفى بوعظه المستطاب

والامام الذي تهذب طفلاً ... وزكا في العلوم والأنساب

<<  <   >  >>