للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكن اسم فعل لا يؤثر عامل ... فيه وإلا فالضمير المستتر

وقوله

من قال لا في حاجة مطلوبة فما ظلم ... وإنما الظالم من يقول لا بعد نعم

وقوله مضمناً

يا من تمادى بهجر ماله سبب ... وصد عمداً يرى في ذاك تبكيتي

كان هجرك بعد الوصل يا أملي ... أوائل النار في أطراف كبريت

وهو من قول بعضهم في البنفسج

ولا زوردية تزهر بزرقتها ... بين الرياض على حمر اليواقيت

كأنها فوق قامات ضعفن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت

وقال مضمناً أيضاً

يا من يقول بأن ... طعم لمى الحبائب لم يرق

وغدا يعنف في الهوى ... دع عنك تعنيفي وذق

وقوله مضمناً

مالي وللمجد والأيام عابسة ... والخط والحظ طول الدهر في عتب

ما أصعب الشيء ترجو فتحرمه ... لا سيما بعد طول الجهد والتعب

وله أيضاً.

كم من يد قبلتها. ... ولو استطعت قطعتها.

وهو من قول الأول

وكم من يد قبلتها لتقيّه ... وكان مرادي قطعها لو أمكنا

وله أيضاً

ينازعني شوقي إلى الهند تارة ... وأخرى لأرض الروم والشوق لا يجدي

وما الهند من قصدي ولكن بسوحها ... رأى قصده فيها الفؤاد من الوجد

وأنشد لنفسه في رحلته مضمناً

فارقت مكة والأشواق تجذبني ... لها ويممت طه معدن الكرم

فهل درى البيت أني بعد فرقته ... ما سرت من حرم إلا إلى حرم

الخطيب أحمد بن عبد الله البري

الحنفي المدني

خطيب صبغ بالفضل أديماً. وكأنما عنها من قال قديماً

شرح المنبر صدراً لتلقيه رحيباً. ... أتري ضمخ طيباً. أم ترى ضم خطيباً

له الفضل الذي بهرت روايته ... ورسخت في تخوم العلم دراينه

وهطلت بالافادة غمائمه ... وسجعت على أفنان الفنون حمائمه

والأدب الذي تناسقت في نظام الاحسان درره. ووضت في بهيم البيان نجومه وغرره. فهو رايض جموح الكلام. ومصرف أعنة الأفلام. ومنفق كساد المعاني والألفاظ. ومكسد خطب قس في سوق عكاظ. وخذ ما شئت من وقار وسكينه. ومكانة في التقى والزهد مكينه. وحفظ لذمام الصحبه. ورعى لعهود الأحبه. وقد أثبت من آثار براعته. ما أطربت بسجعه ايكية يراعته. فمن نثره ما كتبه إلى الوالد من المدينة المنوره

يقبل الأرض من بعد وإن سمحت ... له الليالي بقرب قبّل القدما

أرضاً تشرفت بمن حق لها به الشرف. وتميزت على من عداها كما تميز الدر على الصدف. واستحقت لأجله ثناياها القبل. واسترقت فكل تلك الأقطار لها خول. أرضنا تتمنى الثريا أن تكون في ثراها والزهرة أن تكون نجمة نبتت في ذراها والعيوق أن تنتعله قدم حالها. والسماك أن تمتطيه قصاد محالها. أرض ظهر بها سر شرف المكان بالمكين. وزين الجيد بالعقد الثمين. وحلية الرأس بالتاج المكلل وراحة النفس بالحبيب الأول

حلّ بها سيد كريم ... من أجله شرفت ذراها

السيد السند المكرم. المتصل النسب بالنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

ما ضرّ من رقيت به أحسابه ... حتى بلغن إلى النبي محمد

أن لا يمد إلى المكارم باعه ... ويحوز منقطع العلى والسودد

متطاولاً حتى ترى أذياله ... طول الزمان عما يما للفرقد

الكريم النسب. الوارث العلم عن أم فأب. ذي البيت العلى العماد. والحسب الرفيع الآباء والأجداد. مغارس طالت في ربى المجد والتفت على أنبياء الله والخلفا المنتخب من أكرم جرثومة وأنصع عرق وأشرف عنصر

هذا هو الفخر فقل للذي ... يبغى فخاراً مثله يقصر

ملك زمام النظام والنثار. مظهر سرانا خيار من خيار من خيار. الحائز الشرفين. الساعي على الفرقدين.

فخار لوان النجم أعطى مثله ... ترافع أن يأوى أديم سماء

<<  <   >  >>