للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحل بتاجا لصنع تغد مملكاً ... يطول على هام الرجال كواهله

وقوله وأجاد

عرفتك دهري ليس لي فيك حيلة ... يروج بها فضلي لديك واسلك

سرى الياس مما في يديك وإن يكن ... رجاء ففي الأخرى التي لست تملك

وقوله أيضاً

يا بني الزهراء لا لقيتم ... أبد الأيام سواء من أحد

بشراكم لاح بمغنى أدم ... فلذا كل إليه قد سجد

بدر الدين حسين

الشهير بباشا زاده

غرة جبهة الزمان. وواسطة عقد الفضل المزري بعقد الجمان. وتاريخ الحسب والمجد. وصدر الكرم والشرف النجد. الجامع بين جلية النسب ومزية الأدب. والشافع كرم نفسه النفيسة بحسن الأدب. جر على هام المجرة ذيله. وأنار بقمر فضله ليله. فأصبح وهو عزيز مصره. والفاخر على ذي التاج المحجب في قصره. أجري بمصر نيله نيلها. وما زال مانح الفضائل والفواضل ومنيلها. فساق كل فاضل فلك أمله إليه وأرجاه. تالياً يا أيها العزيز مسناً وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاه. وأما أدبه فمأدبة البراعة والاحسان. القاصر عن نثره ونظمه سحبان وحسان. وما برحت كواكب فضله مشرقة لائحة. وسواكب أفضاله غادية رائحة. حتى وافته بأجله وفاته. وعفت آثاره وبكت عليه عفاته. فتوفى في رجب سنة ثلاث وعشرين وألف ومن نظمه ونثره ما كتبه إلى القاضي محمد دراز المكي مراجعاً عن كتاب كتبه إليه معزياً له في ولده عبد الرحمن وكان قد وصل إلى مكة المشرفة للحج فتوفى بها ثامن ذي الحجة الحرام سنة ثمانية عشر ومائة وألف وافتتح القاضي كتابه بقوله

على أريحي شافني بخياله ... سلام يحاكي منه طيب خصاله

عشقت وما أبصرته غير أنني ... سمعت من الحاكين وصف كماله

فأجابه بقوله

على المعي شمت آيات فضله ... فهمت به مستغنياً عن خياله

فمن أجل ذا اثني عليه ولم أقل ... سمعت من الحاكين وصف كماله

لا يزال برؤياه قميص الجو معنبراً. وثناء لا ينفك بمرآه بساط البسيط معشوشباً نضراً. أطيب من النسائم صافحت أنامل الزهور. فحلت منها العقود. وأرق منها إذا اعتلت شوقاً للثم الثغور. وهز القدود. إلى من هو الآخذ من الفضل بزمامه. والصاعد من المجد فوق غاربه وسنامه فارس حلبة المعارف وكميها. وشاكي سلاحها ولوذعيها. فاني يشق لها غبار. وكيف يركض معه مبار في مضمار. أعني الفاضل الممجد. ابن دراز محمد. نسأل الله تعالى كما فرده بما جمع له من الشيم الصالحة والأفعال. أن يكثر له الأمثال. ويهيىء له الآمال. ما لمع آل. واختلفت آصال. وبعد فقد ورد من تلك الديار. ووفد من هاتيك الآثار

ديار معال طال ما هاج برقها ... جفوناً أحال الوجد من دمعها دما

بكر فكر ترفل من التيه في برد قشيب. دوحة فضل تميس في روض خصيب. سماء أنجم الفصاحة في أرجائها لوائح. حديقة بلابل البلاغة في منابر أفنانها صوادح. فيا لله ما أحسنه من كلام. وواعجباً ما أبدعه من نظام. ولعمري لقد غاص فجاء بالدر منضوداً. وما أخاله إلا ارتقى فأتى بالنجم مصفوداً. فلو تليت لصخر لتفجرت أنهاره. أو شدى بها في روض لتبسمت أزهاره. ولو اقتاد بها الجوزاء لانقادت. أو استمال بها جلامد القلوب للانت. أقداح ألفاظها تطوف من المعاني برحيق. فمن قرع سمعه شيء منها فسكر أني يفيق. وشاهاً ساحر بيان ليس له مماثل. بل هو سحبان وائل لو قال بالتناسخ عاقل. فأماطت فضلة النقاب. ولاحت دون ما حجاب. حركت سواكن شوق اشتعل ضرامه. واستعرت لهيب قلب اشتد أوامه. فاه لولا ما ابتهجت به الأبصار من حسن روائها. وآض به روض السرور من سلسال مائها. كيف وقد بشرت بصحتكم التي هي نهاية الآمال. وأشعرت بقيام خيام عزتكم الذي هو أوراد الاخوان بالعشي والآصال. فلله الحمد أولاً وآخراً. وباطناً وظاهراً. وقد أشرتم إلى ما أشرتم إليه. مما يأبى القلب اللسان رحمة أن ينطق به أو يعرج عليه. فإنا لله وإنا إليه راجعون ولسنا أول من رماه الدهر نبيل مصائبه. وضرسه بنابه وافترسه بمخالبه. ولنا الآن إلى مزيد الثواب مزيد استشراف. وبالدهر في أن لا يعاندنا مزيد تلطف واستعطاف. والسلام. ومنه ما كتبه إلى الشيخ عبد الرحمن المرشدي

<<  <   >  >>