للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا من يحاكي العنبه والقينة المنقبه ... وزورق السباحه والظفر في التفاحه

أصبحت في التمثيل تشبه ناب الفيل ... فياله حيث وثب قربوس سرج من ذهب

أو منجل الثمار أو قسمة السوار ... أو مخلباً للطائر أو مثل نصل الحافر

يا مشبة القلامه هنيت بالسلامه ... والبدر والدراري والكنس الجواري

ملك لدى سمائه يختال في إنائه ... في وجهه آثار كأنه دينار

يشرق في الديجور كجامة البلور ... بين الظلام سار كالوجه في العذار

وما أحسن قول ابن المعتز فيه

هذا هلال الفطر جاء مبكراً ... الآن فاغد على المدام وبكر

انظر إليه كزورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر

وقوله أيضاً

انظر إلى حسن هلال بدا ... يهتك من أنواره الحندسا

كمنجل قد صيغ من عسجد ... يحصد من زهر الدجى نرجسا

وقول الوزير الطغرائي فيه

قوموا إلى لذاتكم يا نيام ... ونبهوا العود وصفوا المدام

هذا هلال الفطر قد جانا ... بمنجل يحصد شهر الصيام

ومن أحسن ما قيل قول علاء الدين النابلسي

هلال شوال ما زالت مطالعه ... يرنو إليها الورى من شدة الفرح

كاصبعي كف ندمان أشار إلى ... ساق لطيف يروم الأخذ للقدح

رجع ومن شعر السيد المذكور قوله من أبيات متغزلاً

أحوى حوى الرق مني شعره الشنب ... ومبسم لاح في جرياله الحبب

حلو التثني إذا ريح الصبا عطفت ... معاطف القد منه تخجل القضب

مهفهف العطف مياس القوام إذا ... ما اهتز كالغصن ليناً هزه الطرب

دمي مباح لسيف من لواحظه ... إن كان غير هواه للحشا أرب

ومنها

لا تعذلوني إذا ما همت من شغف ... بمن سباني منكم أيها العرب

قد بان عذر غرامي في محبته ... عند العذول وشأني في الهوى عجب

وصدر وعجز أبياتاً من أول البرآة فقال وأجاد ما شاء

أمن تذكر جيران بذي سلم ... كسيت برداً من الأحزان والسقم

أم من فراق ربوع كنت تعهدها ... مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم

أم هبت الريح من تلقاء كاظمة ... فأظهرت كامن الأشجان والألم

أم لاح بارق ليلي عند ما ابتسمت ... وأومض البرق في الظلماء من أضم

فما لعينيك إن قلت اكففا همتا ... بصوب دمع كغيث المزن منسجم

وما لنفسك إن قلت اسكني اضطربت ... وما لقلبك إن قلت استفق بهم

أيحسب الصب إن الحب منكتم ... وشاهد الحال يفشيه بكل فم

وكيف يخفي واحشاه ومقلته ... ما بين منسجم منه ومضطرم

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طلل ... به اكتفى روضه عن وابل الديم

ولا قلقت لريح الشيح من شغف ... ولا أرقت لذكر البان والعلم

وقال في صدر أخرى

إن كان ذنب صبابتي لا يغفر ... فبأي نعت في المحامد أشهر

أو كان تهيام الغرام مذمة ... فلأي معن قيس ليلى يذكر

وعلام تضرب في الملا أمثاله ... وحديثه فوق الطروس يسطر

منها

كم ذا أكتم في هواه صبابتي ... طوراً أقربها وطوراً أنكر

أعلى لوم في معذب مهجتي ... إن قلت أن هواه لي مستأسر

الشيخ عبد الصمد بن عبد الله

باكثير

<<  <   >  >>