للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السيد أبو عبد الله محمد بن عبد الله

الحسيني بن إبراهيم بن شبابه البحراني

علم العلم ومناره. ومقتبس الفضل ومستناره. فرع دوحة الشرف الناضر. المقر بسمو قدره كل مناضل ومناظر. أضآت أنوار مجده مأثراً ومناقباً. كالبدر من حيث التفت رأيته يهدي إلى عينيك نوراً ثاقباً. أما العلم فهو يجره الذي طما وزخر. وأما الأدب فهو صدره الذي سما به وفخر. أن نثر فالنثر منه في خجل. أو نظم فالثريا من استلابه عقدها في وجل. طالما استنزل الدراري بقلمه. واستخرج الدر من البحار بكلمه. فاطلعها في سماء بيانه. ونظمها في سلك عقيانه. وناهيك بمن تهابه النجوم في سمائها. وتخشاه اللآلي في دائها. وكان قد دخل الديار الهندية فاجتمع بالوالد ومدحه بمدائح نقضت عن غزل الحارث بن خالد فعرف له حقه. وقابله من الاكرام بما استوجبه واستحقه. وذكره عند مولانا السلطان بما قدم لديه. وفداً من المواهب الجليلة بين يديه. ولما قضى آماله من مطالبها ارتحل إلى الديار العجميه. وقطن بها فلقى بها تحية وسلام. وتنقل في المراتب حتى ولى مشيخة الاسلام. وهو اليوم نازل بأصبهان. ورافع من قدر الأدب ماهان. ومن نثره ما كتبه إلي من ديار العجم سنة سبعين وألف وأنهى أبهى سلام شدت بنغمات السرور أطياره. وبدت على صفحات الدهر أنواره. وأصلح دعاء تعاضدت شرائط إجابته. وترادفت وسائط إصابته. وسمت مصاعد قبوله. ونمت فوائد فروعه وأصوله. وأنفس ثناء ثنيت بالوفاء وسائده ومسائده. وبنيت علي الولاء قواعده ومقاعده وخالص اخلاص حديث خلوصه قديم. وحظ خصوصه مستقيم. يخدم به المجلس العالي. ببدر المعالي. والمحفل السامي. بالفرع النامي. سيدنا الأمجد. ومخدومنا الأنجد. شمس سماء المحامد والفضائل. وغرة سماء الأماجد والأفاضل. ديباجة صفحتي الشرف والفتوه. ونتيجة مقدمتي الولاية والنبوه. صاحب ذبول العز الشامخ. صاحب أصول المحتد الباذخ. مريع الكرم والجود. مرتع الآمال والمقصود. الذي نيطت أعمدة فضائل أحسابه الفائقه. بسلاسل أنسابه السامقه. وأصبحت كعوب أعراقه في الكرم متناسقه. وشعوب أخلاقه في الهمم متوافقه. لا زالت زوايا أشكاله عن أشكال الحصر والحد خارجه. وقضايا أحواله لنتائج السعد والجد ناتجه. ولا برح تهذيب أخلاقه كافياً في استبصار كل فقيه. ودلائل اعجاز سلسلة أعراقه الذهبية شافية في ايضاح مطول نعته النبيه. وبعد فإن المخلص المشتاق وإن حجبته ضروب الخطوب المتكانفه. وصنوف الصروف المتكاثفه. عن الاستنارة بتلك الغرة البهيه. والطلعة السنيه. لكن مناطق النطق بالثناء على اللسان مشدوده. وعقائد الولاء في الجنان معقوده. وأيدي الدعاء في المظان ممدوده. بدوام توفيقكم لاستجلاء عرائس العلوم الفائقه. واستقصاء الفنون اللائقه. سائلاً منه سبحانه أن يرفع لكم المراتب الفاخره. ويجمع المطالب في الدنيا والآخره. ويجري بأيدي عنايته أقلام أقضيته وأقداره. بنظمنا في سلك جلاس ذلك المجلس الأنيس وحضاره. هذا وإن عطفت عواطف اشفاقكم. على بلة غلة مخلصكم ومشتاقكم. برشحة من رشحات أقلامكم. في صفحة من صفحات أرقامكم. فذلك من كرم أخلاقكم لا زلتم بدولة في دائرة الارتفاع دائره. ونعمة في آفاق الاتساع سائره. ما خطبت على منابر السطور خطباء الأقلام. بالحمد والثناء والدعاء والسلام. ومن شعره قوله مادحاً الوالد وهي من فرائد القصائد

أرى علماً ما زال يخفق بالنصر ... به فوق أوج السعد تلعو يد الفخر

مضى العمر لا دنيا بلغت بها المنى ... ولا عمل أرجو به الفوز في الحشر

ولا كسب علم في القيامة نافع ... ولا ظفرت كفى بمغن من الوفر

فأصبحت بعد الدرس في الهند تاجراً ... وإن لم أفز منها بفائدة البحر

طويت دواوين الفضائل والتقى ... وصرت إلى طي الأماني والنشر

وسودت بالأوزار بيض صحائفي ... وبيضت سود الشعر في طلب الصفر

وبعت نفيس العمر والدين صفقة ... فيا ليت شعري ما الذي بهما أشرى

إذا جننى الليل البهيم تفجرت ... عليّ عيون الهم فيها إلى الفجر

تفرقت الأهواء منى فبعضها ... بشير ازدراء العلم والبعض في الفكر

<<  <   >  >>