للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكأنه لم يعل مت ... ن مطهم بارى النعامه

وكأنه لم يرق غا ... رب الاعتزاز ولا سنامه

وكأنه لم يجل وج ... هاً حاز من بشر تمامه

وكأنه ما جل في ... أمر ولا نهي وسامه

وكأنه ما نال من ... ملك رجاه ولا احترامه

وكأنه لم يلق في ... يده لتدبير زمامه

مذ فارق الدنيا وقوّض ... عن منازلها خيامه

أمسى بقبر مفرداً ... والترب قد جمعت عظامه

من بعد تثنية الوزا ... رة جاده صوب الغمامه

لم يبق إلاّ ذكره ... كالزهر مفتّر الكمامه

والعمر مثل الضيف أو ... كالطيف ليس له إقامه

والموت حتم ثم بع ... د الموت أهوال القيامه

والناس مجزيون عن ... أعمال ميل واستقامه

فذوو السعاد يضحكون ... وغيرهم يبكي ندامه

والله يفصل ف ... يهم ما شاء ذلاً أو كرامه

ويشفّع المختار ف ... يهم حين يبعثه مقامه

وعليه خير صلاته ... مع آله تتلو سلامه

والتابعين ومن بدا ... برق الرشاد له فشامه

ما فاز بالرضوان عبد ... كانت الحسنى ختامه

وقال في الشام

محاسن الشام أجلى ... من أن تسام بحد

لولا حمى الشرع قلنا ... ولم نقف عند حد

كأنها معجزات ... مقرنة بالتحدي

وقال فيها موطئاً للبيت الثامن

أما دمشق فحضرة ... لعبت بألباب الخلائق

هي بهجة الدنيا التي ... منها بديع الحسن رائق

لله منها الصالحي ... ة فاخرت بذوى الحقائق

والغوطة الغناء حيث ... بالورود وبالشقائق

والنهر صاف والنسي ... م اللدن للأشواق شائق

والطير بالعيدان أبدت ... بالغنى أحلى الطرائق

ولآلئ الأغصان حلت ... جيد غصن راح فائق

ومراود الأمطار قد ... كملت به حدق الحدائق

لا زال مغناها مصوناً ... آمناً كل البوائق

وقال وقد وصلته كتب من الشام

قلت لما أتت من الشام كتب ... والليالي تتيح قرباً وبعدا

مرحباً مرحباً وأهلاً وسهلاً ... بعيون رأت محاسن سعدى

والمقرى ضبط على وجهين. أحدهما بفتح الميم وسكون القاف وعلى هذا الوجه سمى ابن مرزوق كتابه الذي ألفه في التعريف بالشيخ محمد أحمد بن محمد المقرى جد الشيخ أحمد المذكور بالنور البدري في التعريف بالفقيه المقري. الوجه الثاني وهو الذي عليه الأكثرون أنه بفتح الميم وتشديد القاف وهما لغتان في البلدة التي نسب إليها وهي من قرى زاب افريقيه والله أعلم

أبو الحسن علي بن أحمد الشامي

المغربي أديب له في الأدب مذهب. طرازه بحسن البلاغة مذهب. وشعره ألطف من دل الحبيب. وأسحر من مقلة الشادن الربيب. يتصور فيه ولا يتكلف. ويتقدم ولا يتخلف. فهو إذا تغزل أهدى نفحات نجد. وإذا تذكر أورى لفحات شوق ووجد. على أن عليه من الجزالة ديباجه. تفوق عبقري الوشي وديباجه. لا يشينه من الكلام حوشيه. ولا يلم بساحة أنسه وحشيه. فمن نفثات قلمه السحار. ونسمات كلمه الفائقة نسائم الأسحار. قوله محياً الكاتب عبد العزيز الفشتالي عن الأبيات التي كتبها إلى الشيخ أحمد المقري في صدر كتابه المقدم ذكره

نمت نوافح عرف أنفاس الصبا ... فنما بها روض الوداد وأخصبا

نشرت جواهر سلكها فتتوّج الغ ... صن النضير بدرها وتعصبا

ورنت محاجر منحنى ذاك الحما ... فغدا بها خيف القلوب محصبا

وروت أحاديث الغرام صحيحة ... فشفت فؤاداً من بعادك صوبا

لا غرو إن طارت حشاشة لبه ... طرباً فما خلو الغرام كمن صبا

<<  <   >  >>