للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨ - أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ , كِتَابَةً , أنبا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ , أنبا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَتَلِيُّ , حَدَّثَنِي أَبُو مُحَّمَدٍ وَهْبُ بْنُ مَنْصُورٍ الْوَرَّاقُ , ثنا الْيَمَانُ أَبُو الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَصْحَابَ الْكَبَائِرِ مِنْ مُوَحِّدِي الأُمَمِ كُلِّهَا الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى كَبَائِرِهِمْ غَيْرَ تَائِبِينَ وَلا نَادِمِينَ , مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْهُمْ مِنَ الْبَابِ الأَوَّلِ مِنْ جَهَنَّمَ لا تُزَرَّقُ أَعْيُنُهُمْ , وَلا تُسَوَّدُ وُجُوهُهُمْ , وَلا يُقَرَّنُونَ بِالشَّيَاطِينَ , وَلا يُغَلُّونَ بِالسَّلاسِلِ , وَلا يُجْرَعُونَ الْحَمِيمَ , وَلا يُلْبَسُونَ الْقَطِرَانَ , مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى قَدَمَيْهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى حَنْجَرَتِهِ , وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى عُنُقِهِ , عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ , حَرَّمَ اللَّهُ أَجْسَادَهُمْ عَلَى الْخُلُودِ مِنْ أَجْلِ التَّوْحِيدِ , وَصَوَّرَهُمْ عَلَى النَّارِ مِنْ أَجْلِ السُّجُودِ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا شَهْرٌا ثُمَّ يَخْرُجُ , وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا سَنَةً , وَأَكْثَرُهُمْ فِيهَا مُكْثًا بِقَدْرِ الدُّنْيَا مُنْذُ خُلِقَتْ إِلَى يَوْمِ تَفْنَى , وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُمْ وَيُخْرِجَهُمْ , قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى , وَمَنْ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ الأَدْيَانِ لِمَنْ فِي النَّارِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ: آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ , فَأَنْتُمْ وَنَحْنُ الْيَوْمَ فِي النَّارِ سَوَاءٌ , قَالَ: فَيَغْضَبُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْهُ لِشَيْءٍ فِيمَا مَضَى , فَيُخْرِجُهُمْ إِلَى عَيْنٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالصِّرَاطِ , فَيَنْبُتُونَ فِيهَا كَنَبَاتِ الطَّرَاثِيثِ , أَوْ كَنَبَاتِ الْحَبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ مِمَّا يَلِي الشَّمْسَ مِنْهُ أَحْمَرُ , وَمَا يَلِي الظِّلَّ مِنْهُ أَخْضَرُ , وَمَا يَلِي الطَّلَّ مِنْهُ أَصْفَرُ , ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مَكْتُوبًا فِي جِبَاهِهِمْ: هَؤُلاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ النَّارِ , فَيَمْكُثُونَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , ثُمَّ يَسْأَلُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَمْحُوَ عَنْهُمْ ذَلِكَ الاسْمَ , فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ مَلَكًا فَيَمْحُوهُ عَنْهُمْ , يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لأَهْلِ الْجَنَّةِ: «اطَّلِعُوا إِلَى مَنْ بَقِيَ فِي النَّارِ» .

فَيَطَّلِعُونَ , فَيَقُولُونَ: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر: ٤٢] .

بَعْدَ خُرُوجِ النَّاسِ مِنْهَا: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر: ٤٣] , أَيْ إِنَّا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ , وَلَوْ كُنَّا مِنْهُمْ لَخَرَجْنَا مَعَهُمْ , ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ بِمَسَامِيرَ مِنْ نَارٍ , وَأَطْبَاقٍ مِنْ نَارٍ فَيُطْبِقُونَهَا بِتِلْكَ الأَطْبَاقِ , وَيُسْمِرُونَهَا بِتِلْكَ الْمَسَامِيرِ , فَيَتَنَاسَاهُمُ الْجَبَّارُ عَلَى عَرْشِهِ , وَيَشْتَغِلُ عَنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِنَعِيمِهِمْ وَلَذَّتِهِمْ , وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: ٢]

<<  <   >  >>