للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك لأنَّ فضل الأبوين هو مجيء العبد إلى الدنيا، أما العلماء هم سبب في رحيل العبد إلى مرضات الله والدار الآخرة فهل يستويان؟!

قال أحمد بن حنبل:

منذ ثلاثين سنة وأنا أدعو للشافعي، وأستغفر له (١).

وهذا ليس كثيرًا على المعلم، بل هو أقل ما يقدم له ردًّا لبعض جميله، وشكرًا لنعمة ربه عليه أن وفق له من يعلمه.

سأل رجل أحمد بن حنبل فقال:

عندنا بالري - مدينة بالمشرق - شاب يقال له: أبوزرعة، فغضب أحمد، وقال تقول شاب - كالمنكر عليه -، ثم رفع يديه وجعل يدعو الله لأبي زرعة يقول: اللهم انصره على من بغى عليه، اللهم عافه، اللهم ادفع عنه البلاء (٢).


(١) حلية الأولياء لأبي نعيم (٩/ ٩٨)، مناقب الشافعي للبيهقي (١/ ٥٥)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٨٢)، تاريخ دمشق لابن عساكر (٥١/ ٣٤٦). وفي بعض الروايات أنه قال: منذ أربعين سنة. وكان الصحابي الجليل أبو الدرداء يقول: إني لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسمائهم.
(٢) سير السلف الصالحين لأبي القاسم الأصبهاني (ص ١٢٢٥)، إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي الحنفي (٩/ ٤٦).
أبو زرعة = هو سيد الحفاظ عبيد الله بن عبد الكريم بن فروخ الرازي، لما قدم على أبي عبد الله أحمد بن حنبل استأثر بمذاكرته على النوافل. قال عبد الواحد بن غياث: ما رأى أبو زرعة بعينه مثل نفسه. توفي سنة ٢٦٤ هـ.

<<  <   >  >>