للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال عبد الله بن أحمد قلت لأبي:

أي رجل كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟

قال: يا بني كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فهل لهذين من خلف، أو منهما من عوض؟! (١).

وما أجمل وأحسن هذا التشبيه!

هو للناس كالشمس في ضوئها، وإزالة الظلمة عن أهلها، وبعث الدفء والراحة في ربوعها، بل وكالعافية للناس؛ إذ إنَّ العافية هي باب الرزق، ودليل القوة، وطريق الكفاف والراحة، وعدم الحاجة، وغير ذلك من المعاني الجليلة.

بل ومن فضلهم أنهم إذا رُؤُوا ذُكِرَ الله تعالى.

كان محمد بن سيرين إذا مر في السوق فما يراه أحد إلا ذكر الله تعالى (٢).


(١) تاريخ دمشق لابن عساكر (٥١/ ٣٤٨)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٤٥)، تهذيب الكمال (٢٤/ ٣٧١).
(٢) تاريخ الإسلام للذهبي (٣/ ١٥٣)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٦١٠)، تذكرة الحفاظ (١/ ٦٢).
محمد بن سيرين = هو الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن سيرين الأنصاري مولى أنس بن مالك، توفي سنة ١١٠ هـ.

<<  <   >  >>