للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتأمل أحوال كل شقي ومغتر ومدبر: كيف تجد قلة الأدب هي التي ساقته إلى الحرمان (١).

لذا عني الإسلام بالدعوة إلى حسن الهدي والسمت والأخلاق، وكَثُرَ ورود ذلك في الكتاب والسنة، فمن ذلك أمر الله تعالى المسلم أن لا يقول إلا القول المهذب الحسن، فقال تعالى ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: ٨٣]، وليس هذا خاصًّا بمخاطبته للمسلم فقط، بل إنَّ هذا للمسلم وغيره، فلفظ الناس لفظ عام؛ لذا كان خلق المسلم، وحسن سمته، وهديه، وأدبه صفة لازمة له مع جميع الناس، وكان هذا فعل النبي وخلقه، فإذا سلم اليهود أوالنصارى عليه، وقالوا: السام عليك لم يقل: وعليكم السام، بل كان يقول وعليكم، عن أنس قال: مر يهودي برسول الله ، فقال: السام عليكم، فقال رسول الله "وعليك، أتدرون ما يقول؟ قال: السام عليك"، قالوا: يا رسول الله ألا نقتله؟، قال" لا. إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب، فقولوا وعليكم" (٢).


(١) مدارج السالكين لابن القيم (٢/ ٣٩١).
(٢) أخرجه: البخاري في صحيحه (٦٩٢٦)، واللفظ له، ومسلم في صحيحه (٢١٦٥)، قال الإمام ابن شهاب الزهري: والسَّامُ الموتُ.

<<  <   >  >>