للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن ذلك قوله تعالى ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ [النساء: ٨٦]؛ لذا كان ابن عباس يقول: ردوا السلام على من كان يهوديًّا، أو نصرانيًّا، أو مجوسيًّا؛ ذلك بأنَّ الله يقول" وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردُّوها" [النساء: ٨٦] (١).

وعن ابن عباس ﵄ قال:

لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، قلت: وفيك (٢).

وهكذا جاء القرآن والسنة يدلان الناس على أحسن الأخلاق وأفضلها، وأصبح ميزان العبد في الشرع، وعند الله تعالى هو أخلاقه.

ومن هذه الأخلاق العظيمة الفاضلة التي اعتنى الإسلام بها خلق إنزال الناس منازلهم، ووضعهم في المكانة التي وضعهم الله فيها، وخاصة إن كان هؤلاء هم حملة الدين وورثة الأنبياء، فإنَّ الله تعالى إذا أمرنا بالتأدب مع الناس عامة، والقول الحسن لهم، فالمسلم من باب أولى، بل وأهل العلم والدين، ووارثوا الكتاب والسنة يحتلون في هذا الباب الدرجة العليا.


(١) أخرجه: ابن أبي شيبة في مصنفه (٢٥٧٦٥)، والبخاري في الأدب المفرد (١١٠٧)، واللفظ له، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥٧٢٩)، وحسن إسناده العلامة الألباني.
(٢) أخرجه: البخاري في الأدب المفرد (١١١٣)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٢٥٨٢٥)، وابن المنذر في تفسيره (٢٠٧٢)، وصححه العلامة الألباني.

<<  <   >  >>