للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والولاة والوزراء والأمراء، والغرباء والأدباء والشعراء، وكافة طبقات المجتمع، ورُحل إليه من الشرق والغرب، ونشطت الحركية العلمية أيما نشاط، ودرَّس فيها أكثر من ستين عاماً، ولا يكاد القارئ يتصفح الأجزاء الحديثية وغيرها إلاَّ وللسِّلفي فيها يد، من تخريج أو رواية أو سماع وغيره.

وحدَّث عنه مشاهير أعلام، أمثال عبد الغني المقدسي، وكتب عنه الكثير، قال الذهبي: «لعله كتب عنه ألفَ جزء» (١)، والحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي الحنبلي، وله جزء فيه فوائد حسان عن السِّلفي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد ابن وضاح المرسي، والقاضي سَنَد بن عنان المالكي، والإمام أبو الحسن علي بن المفضل الإسكندراني المالكي، صاحب كتاب الأربعين المرتبة على طبقات الأربعين، وقد أكثر عنه في هذا الكتاب، وروى عنه خلق كثير، وآخرهم موتاً أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد السلام السفاقسي، وبينهما في الوفاة سبع وأربعون سنة، قال الذهبي: «وذا لم يتفق مثله لأحد في كتاب السابق واللاحق» (٢).

[المبحث الثامن: عقيدته]

الإمام السِّلفي محدِّث فقيه، روى الكثير من كتب الحديث وأجزائه، ومرَّت عليه كلمات للعلماء فيها بيان مذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد، وجال البلاد ورأى ما كان يتخبط فيه العالم الإسلامي آنذاك من انتشار الفرق والبدع والحوادث، ولم يثنه ذلك عن بيان ما كان عليه من الاعتقاد الصحيح المنافي لما كان ينتشر هنا وهناك من اعتقادات باطلة وخرافات جائرة، و «مِن مقتضى كون الرجل محدِّثاً أن يكون سلفيَّ العقيدة، وقَّافاً عند حدود الكتاب والسنَّة، يرى ما سواهما من وسواس الشيطان، وأن يكون مستقلاًّ في الاستدلال لما يُؤخذ ويُترك من مسائل الدين، وقد تعالت همم


(١) تذكرة الحفاظ (٤/ ١٣٧٣).
(٢) انظر: السير (١٧ ـ ٢١)، وقد ذكر خلقاً ممَّن روى عنه بالسماع والإجازة.

<<  <  ج: ص:  >  >>