للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذرية الموفق نفسه، وقد انتشَر المذهبُ في زمانِه، وكثُر فقهاءُ الحنابلةِ؛ حتّى غلبوا في القرنِ الحادي عشر على بعض القرى المصريّةِ؛ كقريةِ (بُهُوت)؛ القريبةِ من المحلّةِ الكبرى بمصرَ، والّتي خرج منها عددٌ من مشاهيرِ فقهاء الحنابلةِ، وعلى رأسِهم الشيخُ منصورُ بنُ إدريسَ البُهُوتيُّ المتوفّى سنة (١٠٥١ هـ)، صاحبُ «الرّوض المربع شرح زاد المستقنع»، وغيرِه من الكتبِ النّافعةِ.

ويبدو أنّ المذهبَ أخَذ يضعفُ بعد موتِ فقهائِه المشاهيرِ هُناك؛ حتّى أصبحَ في مستهلِّ القرنِ الرابعِ عشَر لا يمثّلُهُ إلّا قلّةٌ قليلةٌ، ويمثّلُه في الجامعِ الأزهرِ عددٌ يسيرٌ من الشّيوخِ والطُّلَّابِ.

٤) في بلادِ العجَمِ:

في مَرْوَ، والرَّيِّ، وآمِدَ، وأَصبَهانَ، وهَراةَ، وهمَذانَ، والدَّيلمِ، والسُّوسِ من إِقليمِ خُوزِستانَ، وفي بلادِ الأَفغانِ؛ كما يُعلمُ ذلك من تراجمِ عددٍ من علماءِ الحنابلةِ من القرنِ الرّابعِ فَمَا بعدُ، لاسيما في القرونِ: الخامسِ، والسّادسِ، والسّابعِ، والثّامنِ؛ كما في: «ذيل طبقات الحنابلة» لابنِ رجبٍ، وفي غيرِه.

٥) في جزيرةِ العربِ:

أ - الحجازُ؛ وفيهِ الحرمانِ الشّريفانِ: وهو مظِنّةُ وُجودِ المذهبِ الحنبليِّ، ومن نظَر في كتبِ التّراجمِ المفردةِ لمكّةَ والمدينةِ رأى فيها تسميةَ منْ شاءَ اللهُ من الحنابلةِ.

ب- إقليمُ نجدٍ: والّذي يتأكّدُ أنّ المذهبَ الفقهيَّ الحنبليَّ كان سائدًا فيه منذُ

<<  <  ج: ص:  >  >>