للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدة:

أولًا: تفاضل العبادة من حيث الوجوب والاستحباب، كما في الحديث القدسي: «ما تَقَرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ مما افترضته عليه» (١).

والحديث فيه دلالة واضحة على أن الفرائض أفضل الأعمال؛ لكونها أحب إلى الله، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في «شرحه للصَّحيح» نقولًا للعلماء تبيّن فيها وجوه فضل الفرائض على النَّوافل، وخلاصته: أن الفرائض أمرها محتوم، أما النوافل فهي على سبيل الترغيب والاستحباب (٢).

ثانيًا: التفاضل من حيث التحديد الزماني، كما في الحديث: «إنَّ عُمرة في رمضان تَعدل حَجَّة معي» (٣)، قال الحافظ ابن حجر ﵀: «فالحاصل أنَّه أعلمها أن العمرة في رمضان تَعدل الحَجَّة في الثواب، لا أنَّها تقوم مقامها في إسقاط الفرض؛ للإجماع على أن الاعتمار لا يُجزئ عن حج الفرض» (٤)، والحديث دليل على التفضيل في زمن خاص.

ومن ذلك تفاضل الصدقات، كما في الحديث: «أن رجلًا جاء إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، أيُّ الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: «أن تَصَدَّق وأنت صحيح شحيحٌ تَخشى الفقر وتأمُل الغِنى، ولا تُمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد


(١) أخرجه البخاري (٦٥٠٢) من حديث أبي هريرة ?.
(٢) «فتح الباري» لابن حجر (١١/ ٣٤٣).
(٣) أخرجه البخاري (١٨٦٣) ومسلم (١٢٥٦) من حديث ابن عباس ﵄.
(٤) «فتح الباري» (٣/ ٦٠٤).

<<  <   >  >>