للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا بها قال ﷺ "لا نكاحَ إلا بوليٍّ، والسلطانُ وليُّ من لا وليَّ له" (١).

- ومنها: قص الشارب وهو من المستحبات.

- ومنها: إزالة النجاسة وهي شرط للصلاة، وغيرها من التحسينات.

• ومن هنا: تعلم أنَّ الشرع الحنيف ما ترك مصلحة إلا ودلنا على الاهتمام بها، وحفظها

سواء كانت من الضروريات أو الحاجيات أو التحسينات، وما ترك مضرة أو مفسدة إلا وحذرنا منها ونهانا عنها.

قال ابن القيم "وإذا تأملتَ الحكمة الباهرة في هذا الدين القويم والملة الحنيفية والشريعة المحمدية التي لا تنال العبارة كمالَها، ولا يدرك الوصف حسنَها، ولا تقترح عقولُ العقلاء - ولو اجتمعت وكانت على أكمل عقل رجل منهم - فوقَها، وحسب العقول الكاملة الفاضلة أن أدركت حسنها، وشهدت بفضلها، وأنه ما طرق العالمَ شريعةٌ أكمل ولا أجل ولا أعظم منها، فهي نفسها الشاهد والمشهود له، والحجة والمحتج له، والدعوى والبرهان، ولو لم يأت الرسول ﷺ ببرهان عليها لكفى بها برهانًا وآيةً وشاهدًا على أنها من عند الله، وكلها شاهدة له بكمال العلم، وكمال الحكمة، وسعة الرحمة والبر والإحسان والإحاطة بالغيب والشهادة، والعلم بالمباديء والعواقب، وأنها من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عباده، فما أنعم عليهم بنعمة أجل من أن هداهم لها، وجعلهم من أهلها، وممن ارتضاهم لها، فلهذا امتن على عباده بأن هداهم لها، قال تعالى ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (١٦٤)[آل عمران: ١٦٤] (٢).


(١) أخرجه: أحمد (٣/ ٣٨)، وقال شاكر إسناده صحيح، أبوداود (٢٠٨٧)، الترمذي (١١٠١)، ابن ماجه (١٨٨١)، والحديث صححه الألباني في الإرواء (١٨٣٩).
(٢) مفتاح دار السعادة لابن القيم (١/ ٣٠١ - ٣٠٢).

<<  <   >  >>