للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتبار الإشارة عائدة على: {الم} ويجوز أن يكون {ذلِكَ} خبر: {الم} و {الْكِتابُ} بدلا منه، أو عطف بيان عليه، والصفة هنا لا تجوز؛ لأنه اسم جامد.

{لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إنّ»، {رَيْبَ} اسم {لا:} مبني على الفتح في محل نصب. {فِيهِ} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {لا} والجملة الاسمية في محل نصب حال من {الْكِتابُ} على اعتباره خبر المبتدأ: {ذلِكَ،} والعامل في الحال اسم الإشارة، مثل قوله تعالى: {هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} أو هي في محل رفع خبر المبتدأ، الذي هو ذلك، على اعتبار الكتاب بدلا منه، والرابط على الوجهين الضمير المجرور في {فِيهِ،} كما جوز أن تكون الجملة في محل رفع خبر ثان للمبتدإ {ذلِكَ}.

{هُدىً:} يجوز فيه وجهان: الرفع، والنصب، أما الرفع؛ فعلى اعتبارين: الأول: اعتباره مبتدأ، و {فِيهِ} متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وعليه فالجملة اسمية، وهي مستأنفة، ويكون الوقف على {لا رَيْبَ} ولم يرتضه ابن هشام، واستشهد بأول سورة السجدة على خلافه.

والثاني: على اعتباره خبرا لمبتدإ محذوف، التقدير: هو هدى، وعليه فالجملة اسمية، وهي في محل نصب حال من الضمير المجرور في {فِيهِ} كما جوز أن يكون خبرا للمبتدإ {ذلِكَ} أو خبرا ثانيا له، وأما النصب فعلى الحال من الضمير المجرور، ويجب تأويله باسم الفاعل «هاديا» والرفع، أو النصب مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والألف الثابتة دليل عليها، وليست عينها.

{لِلْمُتَّقِينَ:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {هُدىً} أو بمحذوف صفة له على الاعتبارين فيه، التقدير: كائن، أو: كائنا، أو هما متعلقان ب‍ {هُدىً} نفسه؛ لأنه مصدر. وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، و {لِلْمُتَّقِينَ} في الحقيقة صفة لموصوف محذوف كما هو واضح.

تنبيه: من الإعراب المتقدم يتبين لك: أنّ ما تقدّم يمكن عدّه أربع جمل متناسقة، يقرر اللاحقة منها السابقة، ولذلك لم يدخل العاطف بينها، ف‍ {الم} مع المبتدأ المحذوف، أو مع الفعل المحذوف جملة، و {ذلِكَ الْكِتابُ} جملة، و {لا رَيْبَ فِيهِ} جملة: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} جملة، أو تستتبع كل واحدة منها ما تليها استتباع الدليل للمدلول. انتهى. بيضاوي.

{الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)}

الشرح: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ:} يصدّقون. {بِالْغَيْبِ:} كل ما غاب عنّا من أمر البعث يوم القيامة، والحساب، والصراط، والجنّة، والنّار. هذا والغيب: ما غاب عن الإنسان، ولم تدركه حواسّه، قال الشاعر المسلم: [الطويل]

<<  <  ج: ص:  >  >>