للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ»، رواهُ مسلمٌ في «صحيحِهِ»، وقولُه -صلى الله عليه وسلم- لأصحابِه في صباحِ يومٍ مطيرٍ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟» قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم، قال: «قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» مُتَّفقٌ على صِحَّتِهِ، من حديثِ زيدِ بنِ خالدٍ الجهنيِّ -رضي الله عنه- (١).

س: هل كلام المنجمين صادق، وهل هم يقدرون على أن يعرفوا أي شيء من الغيبيات، وهل السحر يؤثر على الإنسان أم لا؟

ج: المُنَجِّمونَ لا يعرفونَ الغيبيَّاتِ، وكلامُهم فيها مبنيٌّ على الظَّنِّ والتَّخمينِ والكذبِ؛ فهو مُحرَّمٌ؛ لقولِه تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}، وقوله: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ... عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}، إلى غيرِ ذلك من الآياتِ والأحاديثِ.

أمَّا السِّحرُ فقد يكونُ تخييلا لا حقيقةَ له، كما قال سبحانَه في قصَّةِ موسى وفرعون: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} وقد يُؤثرُ في المسحورِ، ويضرُّهُ بإذنِ اللهِ الكونيِّ القدريِّ؛ لقولِه سبحانه في السَّحرةِ في سورةِ البقرة: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ...} الآية (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٦٢٢).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٦٢٣).

<<  <   >  >>