للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما أنِّي أقترح على إمامِ المسجدِ أن يقرأَ على جماعةِ مسجدِه من هذه الفتاوى المباركةِ، ويا حبَّذا أن يُراعِيَ الإمامُ الأمورَ التَّالية:

١ - أنْ تكونَ قراءةُ الفتوى بعدَ صلاةِ العشاءِ؛ لكي يحضرَها أكبرُ عددٍ من المصلِّينَ؛ لأنَّه كما هو مشاهدٌ أنَّ قرابةَ نصفِ المصلِّينَ في أكثر المساجد يأتونَ بعدَ إقامةِ الصَّلاة -وأيضًا- يكونُ المصلِّي له الحُرِّيَّةُ إن أحبَّ الاستماعَ؛ جلسَ، وإن أحبَّ الانصرافَ؛ انصرف.

٢ - أن تكونَ القراءةُ بشكلٍ يوميٍّ، وأن لا تزيدَ عن فتوى واحدةٍ إلا إذا كانت الفتوى قصيرةً فلا بأسَ بقراءةِ فتوى أخرى، لكي لا تأخذَ وقتًا طويلا فتسببَ المَللَ، ولكي يستمعَ لها أكبرُ عددٍ مُمكنٍ من المُصلِّين، بل وحتى النساء في البيوت.

وإن في إصدار هذا الكتاب فوائد كثيرة منها:

١ - ربطُ النَّاسِ عامَّةً والشَّبابِ خاصَّةً بعلمائِهم الكبارِ الموثوقين.

٢ - إقامةُ مجالسِ ذكرٍ، وإن كان وقتُها قصير؛ يحضرُها الكثيرُ من النَّاسِ لتغشاهم الرَّحمةُ، وتتنزَّلَ عليهم السكينةُ، وتحفَّهم الملائكةُ، ويذكرَهم اللهُ فيمَن عندَه.

٣ - تعليمُ النَّاسِ وإبعادُهم عن الجهلِ الذي هو سببُ كلِّ شرٍّ وفتنةٍ وبليَّة.

٤ - فيها حفظٌ للعبادِ من العقوباتِ والشرور؛ لأنَّ الطَّاعاتِ والأعمالَ الصَّالحةَ سببُ الخيراتِ والبركاتِ، والأمنِ والأمانِ، ورغَدِ العيش، وضدُّها الغفلةُ والجهلُ والمعاصي، فهي سببُ كلِّ شرٍّ وابتلاءٍ وعقوبةٍ، إلى غيرِ ذلك من الفوائدِ والمصالحِ الكثيرةِ جدًّا.

<<  <   >  >>