للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي أن عمرو بن القاسم دخل على جعفر «الصادق» وعنده قوم، فقال له: «إنّ هؤلاء يبرؤون من عمّك زيد، فقال «الصادق»: برئ الله ممن برئ منه كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله وأوصلنا للرحم ما ترك فينا مثله» (١).

وهذا المدح من «الصادق» لعمِّه زيد يدل على حب «الصادق» لزيد وإجلاله له وعلو شأنه في بني هاشم في زمنه رضي الله عنه وعن أبيه وجده.

ومن دلائل علمه وقوة حجته ما رواه ابن عساكر في تاريخه: «أن زيداً بن علي بن الحسين بن علي دخل على هشام بن عبد الملك، وكان زيد لأمّ ولد، فقال له هشام: يا زيد، بلغني أنّ نفسك تسمو بك إلى الإمامة، والإمامة لا تصلح لأبناء الإماء. فقال له زيد: يا أمير المؤمنين، هذا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام كان لأمَة وقد صلحت له النبوّة، وكان صادق الوعد وكان عند ربه مرضيّاً، والنبوّة أكبر من الإمامة. فقال له هشام: يا زيد، إن الله لا يجمع النبوة والملك لأحد، فقال زيد: يا أمير المؤمنين، ما هكذا قال الله تبارك وتعالى: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً» (٢).

وهذا الموقف مثالٌ بسيطٌ على قوة الإمام زيد بن علي وشجاعته وظهور حجته.


(١) تاريخ الإسلام للذهبي (٨/ ١٠٦).
(٢) تاريخ دمشق (١٩/ ٤٦٨).

<<  <   >  >>