للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما مات عبد المطلب أوصى بمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أبي طالب فكفله وأحسن تربيته وسافر به صحبته إلى الشام وهو شاب.

ولما بُعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قام في نصرته وذبَّ عنه من عاداه ومدحه عدة مدائح، منها قوله لما استسقى أهل مكة فسقوا:

وأبيض يستسقى الغام بوجهه... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

ومنها قوله من قصيدة:

وشق له من اسمه ليجله... فذو العرش محمود وهذا محمد (١)

وعن عقيل بن أبي طالب قال: «جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب، إن ابن أخيك يؤذينا في نادينا وفي مسجدنا، فانهه عن أذانا، فقال: يا عقيل: ائتني بمحمد، فأتيته به، فقال: يا ابن أخي، إن بني عمك يزعمون أنك تؤذيهم، فانته عن ذلك، قال: فحلق رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بصره إلى السماء، فقال: أترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم، قال: ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك من أن تشعلوا منها شعلة، قال: فقال أبو طالب: ما كذبنا ابن أخي، فارجعوا» (٢).

وزعم البعض أنه مات مسلماً، واستدلَّوا بأحاديث أسانيدها ضعيفة وواهية (٣).


(١) انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٧/ ٢٣٥).
(٢) أخرجه أبو يعلى (١٢/ ١٧٦، رقم ٦٨٠٤)، وابن عساكر (٤١/ ٤)، والطبراني (١٧/ ١٩٢، رقم ٥١١)، قال ابن حجر في المطالب العالية (٤/ ٣٧٢): إسناده حسن، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٩٢) إسناده حسن.
(٣) انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٧/ ٢٣٨).

<<  <   >  >>