للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرجه الترمذي والحاكم بإسنادٍ صحيح» (١).

فإطلاق الأفضليَّة لجعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، قيِّدت بأنها للمساكين وإلا فإن أفضل الخلق بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - هم أبو بكر ثمَّ عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

قال ابن كثير بعد تجويده لإسناد حديث أبي هريرة: «وكأنه إنما يفضله في الكرم، فأما في الفضيلة الدينية فمعلوم أن الصديق والفاروق بل وعثمان بن عفان أفضل منه، وأما أخوه علي - رضي الله عنهما - فالظاهر أنهما متكافئان أو علي أفضل منه» (٢).

وإنما أراد أبو هريرة تفضيله في الكرم، بدليل ما رواه البخاري: «وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبى طالب» (٣).

قال الأبشيهي: (وكان جعفر بن أبي طالب يقول لأبيه: يا أبت إني لأستحي أن أطعم طعاماً وجيراني لا يقدرون على مثله، فكان أبوه يقول:


(١) فتح الباري (٧/ ٧٦).
(٢) البداية والنهاية (٤/ ٢٥٦).
(٣) قلت: ويشهد بأفضلية أبي بكر بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم عمر ثم عثمان ما أخرجه البخاري (٥/ ٥)، رقم (٣٦٥٥) من حديث ابن عمر قال: «كنا نخير بين الناس في زمن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان»، والأحاديث في ذلك كثيره ولكن مقامها ليس هنا.

<<  <   >  >>