للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غيره. ويقال: إنها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت إلى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دماً (١).

وكانت ذات حكمة في أجوبتها، صاحبة فطنة وذكاء، فمن ذلك:

ما أخرجه ابن سعد عن الشعبي قال: «تزوج علي بن أبي طالب أسماء بنت عميس فتفاخر ابنها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل واحد منهما: أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك، فقال لها علي: اقضي بينهما يا أسماء. فقالت: ما رأيت شاباً من العرب خيراً من جعفر ولا رأيت كهلاً خيراً من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئاً، ولو قلت غير هذا لمقتك» (٢).

وهذا يرينا العلاقة الحميمة التي كانت بين الصحابة وبين آل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلقد حزنت أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - حزناً شديداً على جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهي التي قالت فيه: «ما رأيت شاباً خيراً من جعفر»، ولم يمنعها ذلك من أن تتزوج أبا بكر - رضي الله عنه -، ومن بعده علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. فقد تزوجت أسماء بنت عميس أبا بكر... والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بين أظهرهما، ولو كانت هناك بغضاء وعداء لما قبلت بأبي بكر زوجا لها، ولما مدحته وأخبرت أنه خير الكهول، ولما قبل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لأسماء بنت عميس - رضي الله عنها - أن تتزوج أبا بكر وهي أرملة جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - الذي هو من آل بيته وابن عمه.


(١) الإصابة (٧/ ٤٩٠).
(٢) أخرجه ابن سعد (٨/ ٢٨٥) ورجاله ثقات، وأحمد في فضائل الصحابة (١٧٢٠)، قال ابن حجر في الإصابة (٧/ ٤٩٠) إسناده صحيح.

<<  <   >  >>