للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا علاوة على أنَّ علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - تزوجها على الرغم من علمه أنها كانت قبله تحت أبي بكر - رضي الله عنه -. فهل بعد هذا يصح أن نقول: إنَّه كانت هناك بغضاء بين أبي بكر وآل البيت، أو إنَّ أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - كان يكره آل بيت رسول الله ومنهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -! بل ندين لله بأن بين الصحابة رضوان الله عليهم المحبة أشد المحبة.

ووصف أبو نعيم أسماء بنت عميس بقوله: مهاجرة الهجرتين ومصلية القبلتين (١).

وقد رثت أسماء بنت عميس زوجها جعفر بن أبي طالب بعد استشهاده في معركة مؤتة بقصيدة تقول فيها:

فآليت لا تنفك نفسي حزينة... عليك ولا ينفك جلدى أغبرا

فلله عينا من رأى مثله فتى... أكر وأحمى في الهياج وأصبرا (٢)

وأسماء بنت عميس هي التي علَّمها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - كلمات تقولهن عند الكرب.

فعن عبد الله بن جعفر عن أمه أسماء بنت عميس قالت: (علمني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كلمات أقولهن عند الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئا) (٣).


(١) حلية الأولياء لأبي نعيم (٢/ ٧٤).
(٢) السيرة النبوية لابن كثير (٣/ ٤٧٨).
(٣) أخرجه أبو داود (٢/ ٨٧)، رقم (١٥٢٥)، وابن ماجه (٢/ ١٢٧٧)، رقم (٣٨٨٢)، وأحمد (٦/ ٣٦٩)، رقم (٢٧١٢٧)، و ابن أبى شيبة (٦/ ٢٠)، رقم (٢٩١٥٦)، والطبرانى فى الأوسط (٦/ ١٧٧)، رقم (٦١١٩)، والنسائى فى الكبرى (٦/ ١٦٦)، رقم (١٠٤٨٣)، قال ابن حجر في الفتوحات الربانية (٤/ ١٠) حسن، وصحّحه الألباني في أبي داود (١٥٢٥)، وابن ماجه (٣٨٨٢)، والسلسلة الصحيحة (٢٧٥٥).

<<  <   >  >>