للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأجمعوا على أنه صلى القبلتين وهاجر وشهد بدراً والحديبية وسائر المشاهد وأنه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق وبخيبر بلاءً عظيماً وأنه أغنى في تلك المشاهد وقام فيها المقام الكريم. وكان لواء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيده في مواطن كثيرة (١).

ولم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مذ قدم المدينة إلا تبوك فإنه خلّفه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على المدينة وعلى عياله بعده في غزوة تبوك (٢) وقال له: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي» (٣).

وكان - رضي الله عنه - من أعلم الصحابة، وكان معاوية - رضي الله عنه - يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي - رضي الله عنه - عن ذلك، فلما بلغه قتله قال: ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب، فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام. فقال له: دعني عنك (٤).

وهذا دليل على ثقة معاوية - رضي الله عنه - بعلم علي - رضي الله عنه - وإنصافه.

وفضائل علي - رضي الله عنه - وسيرته جمَّة وعظيمة، وليس هذا مقام بسطها، وإنما أردنا ذكر شيء من سيرته، باعتباره أخاً لجعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه -.


(١) الاستيعاب (١/ ٣٣٧).
(٢) الاستيعاب لابن عبد البر (١/ ٣٣٨).
(٣) أخرجه البخارى (٣/ ١٣٥٩) رقم (٣٥٠٣) بلفظ: يا علي أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدى نبى، ومسلم (٤/ ١٨٧٠)، رقم (٢٤٠٤).
(٤) انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (١/ ٣٤١).

<<  <   >  >>