للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو النّجْحِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَنَفِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكَ وَالِدُكَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ، أنبا الشَّيْخُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيُّ، أنبا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، أنبا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الصَّائِغُ الْمَكِّيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُبَيْرَةَ، عَنْ صَدَقَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الصِّيَامِ، فَقَالَ: عَنِ الصِّيَامِ جِئْتَ تَسْأَلُنِي أَلا أُخْبِرُكَ عَنْهُ بِحَدِيثٍ كَانَ عِنْدِي فِي التَّخْتِ الْمَخْزُونِ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ دَاوُدَ أَبِي سُلَيْمَانَ خَلِيفَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ كَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، وَأَشْجَعِ النَّاسِ، وَكَانَ لا يَفِرُّ إِذَا لاقَى، وَكَانَ يَقْرَأُ الزَّبُورَ بِسَبْعِينَ صَوْتًا يَكُونُ فِيهَا بِقِرَاءَةٍ يَطْرَبُ فِيهَا الْمَحْمُومُ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبْكِيَ نَفْسَهُ لَمْ تَبْقَ دَابَّةٌ فِي بَرٍّ وَلا بَحْرٍ إِلا اجْتَمَعْنَ وَأَنْصَتْنَ يَسْمَعْنَ صَوْتَهُ فَيَبْكِينَ مَعَهُ، وَكَانَتْ لَهُ سَجْدَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَدْعُو فِيهَا وَيَتَضَرَّعُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» .

وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ ابْنِهِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ أَوَّلِ الشَّهْرِ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ وَسَطِ الشَّهْرِ، وَثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ، فَكَانَ يَفْتَتِحُ الشَّهْرَ بِصِيَامٍ، وَيَتَوَسَّطُهُ بِصِيَامٍ وَيَخْتِمُهُ بِصِيَامٍ، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ ابْنِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَيَلْبَسُ ثِيَابَ السَّفَرِ، وَيَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِيرِ، لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ يَمُوتُ وَلا بَيْتٌ فَيُخْرَبُ، وَكَانَ رَامِيًا لا يُخْطِئُ صَيْدًا يُرِيدُهُ، وَكَانَ يَمُرُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَنْ كَانَتْ لَهُ مِنْهُمْ حَاجَةٌ قَضَاهَا، وَحَيْثُ أَتَى عَلَيْهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَحَيْثُ مَا أَدْرَكَهُ الْمَسَاءُ صَفَنَ قَدَمَيْهِ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى النُّورِ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبُهُ حَتَّى رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ أُمِّهِ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ فَإِنَّهَا كَانَتْ تَصُومُ يَوْمَيْنِ وَتُفْطِرُ يَوْمًا، وَإِنْ أَرَدْتَ صِيَامَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَرَبِيِّ الْقُرَشِيِّ أَبِي الْقَاسِمِ خَيْرِ الْبَشَرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ

<<  <   >  >>