للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[دراسة العقيدة سبب زيادة الإيمان ومعرفة الرحمن]

السؤال

هناك من يقول: إن دراسة العقيدة ليست ضرورية في ازدياد الإيمان ومعرفة الله عز وجل، فما حكم ذلك؟

الجواب

نسأل الله العافية! إن هذا الكلام يدل على أن قائله ما عرف الحقيقة؛ لأن الإنسان لن يؤمن إلا بالعقيدة، ولن يزداد إيماناً إلا بالعقيدة، ولن يعرف ربه إلا بالعقيدة، فالله جل وعلا بعدما أخبرنا أن له الأسماء الحسنى أمرنا أن ندعوه بها، ولا يمكن للإنسان أن يعرف ربه جل وعلا إلا بصفاته، والمؤمنون تتفاوت درجاتهم ويتفاوت إيمانهم في هذا المعنى، فالجاهل الذي يقول: لا معنى لدراسة العقيدة؛ ما عرف الحقيقة من وجوده في الواقع، فيجب عليه أن يجتهد في تعلم ما يتعلق بأسماء الله وأوصافه وأفعاله التي يفعلها؛ لأن الله جل وعلا لا يعرف على الحقيقة إلا بهذه الطريقة، ولا تكون هذه الطريق إلا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقط، أما مجرد معرفة الآثار التي تكون للصفات فهذا يشترك فيه البهائم والكفار والمؤمنون، مثل: الرزق والرحمة وما أشبه ذلك، فإنها من آثار صفات الله، ويستدل بها أيضاً على ثبوت الصفات، ولكن هذه لا تكفي، فيتعين أن يعرف الإنسان ربه بأسمائه وصفاته وأفعاله من كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا فإن العلماء يسمون التفقه في الصفات وفي الأسماء الفقه الأكبر، ويقابله الفقه الأصغر الذي هو في أفعال الخلق، وهي الأحكام التي يجب عليهم أن يفعلوها، فيفرقون بين هذا وهذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>