للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[توسل النبي عليه الصلاة والسلام إلى الله في هذا الدعاء]

قال: (ورب العرش العظيم) هذا من التوسل الخاص؛ لأن ربوبية الله للعرش غير ربوبيته للسماوات والأرض، فهي ربوبية خاصة، ثم قال: (ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى) ، وهذا عموم بعد خصوص، فالتوسل يكرر، ويذكر الشيء الذي يليق بالله جل وعلا، وقوله: (فالق) الفلق هو: الشق، والحب هو: ما يخرج من النبات يعني: أنه يفلقه للإنبات، والنوى هو: فصم التمر، فإنه يشبه الحصى، ومع ذلك يكون رقيقاً، وإذا أراد الله جل وعلا أن ينفلق عن نبات أخضر: يخرج ويشق الأرض، وهذا بقدرة الله، ولا أحد من الخلق يستطيع أن يفعل ذلك.

ثم قال: (منزل التوراة والإنجيل والقرآن) هذا توسل آخر بأنه أنزل هذه الكتب التي فيها الهدى والنور، فيها هداية البشر إلى الحق، وفيها علاج مرض الشبهات، ومرض الشهوات لمن أراد الله جل وعلا، فهي تهدي إلى رب العالمين، ونص على هذه الكتب الثلاثة؛ لأنها أعظم الكتب التي أنزلها الله جل وعلا، وآخرها هو أعظمها، وهو المهيمن عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>